فأخذ قناديل الكعبة وسقورها وصفائح الباب والميزاب ، وصادر أهل مكّة فهربوا ، وكذا فعل أمير المدينة مهنّأ وقَطَعَاً الخطبة للمستنصر [الفاطمي] وخطبا لبني العبّاس ـ الخليفة القائم بأمر الله وبعثا إلى السلطان ألب أرسلان السلجوقي حاكم بغداد بذلك ، وأنّهما أذّنا بمكة والمدينة الأذان المعتاد وتركا الاذان بـ «حيّ على خير العمل» ، فأرسل ألب أرسلان إلى صاحب مكّة أبي هاشم المذكور بثلاثين ألف دينار ، وإلى صاحب المدينة بعشرين ألف دينار ، وبلغ الخبر بذلك المستنصر فلم يلتفت إليه لشغله بنفسه ورعيته من عظم الغلاء (١).
وفي أحداث سنة ٤٦٤ قال : بعث الخليفة بأمر الله الشريف أبا طالب الحسن بن محمّد أخا طرَّاد الزينبي إلى أبي هاشم محمّد أمير مكّة بمال وخلع ، وقال له : غيِّر الأذان وأبطل «حيّ على خير العمل» ، فناظره أبو هاشم مناظرة طو يلة وقال له : هذا أذان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، فقال له أخو الشريف : ما صحَّ عنه وإنّما عبدالله بن عمر بن الخطاب روي عنه أنه أذّن به في بعض أسفاره ، وما أنت وابن عمر! فأسقطه من الأذان (٢).
وجاء في تاريخ الخلفاء بأن الخطبة اُعيدت للعبيدي بمكة في سنة ٤٦٧ (٣).
الشام (سنة ٤٦٨ ه)
جاء في (مآثر الإنافة) للقلقشندي : ... تغلّب على دمشق اتسز بن ارتق الخوارزمي المعروف بالاقسيس ، أحد أمراء السلطان ملكشاه السلجوقي [ابن ألب ارسلان] في سنة ٤٦٨ وقطع الخطبة بها للمستنصر الفاطمي وخطب
__________________
(١) النجوم الزاهرة ٥ : ٢٣
(٢) النجوم الزاهرة ٥ : ٨٩.
(٣) تاريخ الخلفاء ١ : ٤٢٣.