اللهُ له ما شاء من الرسل والملائكة ، فنزل مَلَك لم ينزل قبل ذلك اليوم ، عرفت الملائكة أنّه لم ينزل إلّا لأمر عظيم ، فكان أوّل ما تكلّم به حين نزل ، قال : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال الله عزّ وجلّ : أنا كذلك ، أنا الأكبر لا شيء أكبر مّني. ثمّ قال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، فقال الله : أنا كذلك لا إله إِلاّ أنا. ثمّ قال : أشهد أن محمّداً رسول الله ، فقال الله : نعم ، هو رسولي بعثته برسالتي وأئتمنته على وحيي. ثمّ قال : حيّ على الصلاة ، فقال الله : أنا افترضتها على عبادي وجعلتها لي رضا. ثمّ قال : حيّ على الفلاح ، فقال الله : قد أفلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهي. ثمّ قال : حيّ على خير العمل ، فقال الله : هي أزكى الأعمال عندي وأحبها إليَّ. ثمّ قال : قد قامت الصلاة ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن كان عنده من الرسل والملائكة. وكان المَلَك يؤذّن مَثْنى مَثْنى ، وآخِر أذانه وإقامته : لا إله إلّا الله. وهو الذي ذكر الله في كتابه : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ). قال محمّد بن الحنفية : فتَمّ له يومئذ شرفُه على الخلق. ثمّ نزل فأمر أن يؤذَّن بذلك الأذان (١).
الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام (ت ٩٤ ه) وابنه زيد :
عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن عليّ : «أنَّ رسول الله عُلِّمَ الأذان ليلة المسرى ، وبه فُرِضَت عليه» (٢).
وقال الإمام الهادي بالله ـ من أئمّة الزيديّة ـ في كتابه الأحكام : «قال يحيى ابن الحسين رضي الله عنه : والأذان فأصلُه أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عُلِّمَه ليلةَ المسرى ،
__________________
(١) الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي ١٨ ـ ١٩. وبتحقيق عزّان ٥٨. الايضاح للقاضي نعمان : ١٠٧.
(٢) كنز العمّال ١٢ : ٣٥٠ / ٣٥٣٥٤ ، عن «ابن مردويه».