وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلملعليّ : «أنت مني وأنا منك» .
ولو جمعنا آية
المودة ، مع آية التطهير ، مع حديث الثقلين ، وما جاء في أهل الكساء ، وقوله : لا
يزال الدين عزيزاً حتّى يكون منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وقوله : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، وغيرها من الآيات والروايات ، لعرفنا دلالة هذه
النصوص على الولاية التي هي بمعنى الإمامة ، لا بمعنى الصاحب والُمحبّ ، وما شابه
ذلك من المفاهيم التي تطرحها مدرسة الخلفاء ونهج الاجتهاد والرأي.
عرفنا إذاً أنّ
الخطاب في آية المودّة هو لعموم المسلمين الذين آمنوا برسالة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا لخصوص المشركين من قريش حسبما قاله البعض ؛ لكون
الآية مدنية وإن كانت السورة مكية ، فلا يُعقل أن يخاطب الرسول أعداءه من المشركين
ويطلب منهم أجراً على رسالته.
وكذا لا يصحّ
ما قاله البعض الآخر : من أنّ الآية تشير إلى معنى تودّد المسلمين في التقرّب إلى
الله ، ومعنى كلامهم هذا أنّ القربى استعملت بمعنى مطلق التقرّب ، وهذا باطل لغو
ياً حيث لم يرد هذا المعنى في المعاجم.
ويضاف إليه : كيف
يمكن للرسول أن يوقف أجر رسالته على نفسها ، لأنّ المسلم وباتّباعه الرسالة يحصل
له القرب إلى الله ، فلا معنى للتودّد والإلحاح في القرب إليه ؛ لأنّه توقيف الشيء
على نفسه ، وإن كان كذلك فلا يكون أجر الرسالة بل هو نتيجة الرسالة.
هذا ، وإنّك لو
طالعت التاريخ الإسلامي لعرفت أنّ مفهـوم القـربى كان في
__________________