إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ٢٩ ]

تراثنا ـ العدد [ ٢٩ ]

133/262
*

القاضي الجليس

دعاه لوشك البينس داعٍ فاسمعا

وأودع جسمي سقمه حين ودَّعا

ولم يبق في قلبي لصبري موضعاً

وقد سار طوع النأي والبعد موضعا

أجنُ إذا ما الليل جنَّ كآبة

وأبدي إذا ما الصبح أزمع أدمعا

وما انقدتُ طوعاً للهوى قبل هذه

وقد كنت ألوي عنه ليناً وأخدعا

إلى أن يقول :

تصاممت عن داعي الصبابة والصبى

ولبيّت داعي آل احمد إذ دعا

عشوت بأفكاري الى ضوء علمهم

فصادفت منه منهج الحق مهيعاً

علقت بهم فليلح في ذاك من لحى

تولَّيتهم فلينع ذلك مَن نعا

تسرَّعت في مدحي لهم متبرَّعاً

وأقلعت عن تركي له متورًّعاً

هم الصّائمون القائمون لربِّهم

هم الخايفوه خشيةً وتخشعاً

هم القاطعوا الليل البهيم تهجّداً

هم العامروه سُجّداً فيه ركعاً

هم الطيبوا الأخيار والخير في الورى

يروقون مرئى أو يشوقون مسمعا

بهم تقبل الأعمال من كلّ عاملٍ

بهم ترفع الطاعات ممن تطوعا

بأسمائهم يُسقى الأنام ويهطل الغمـ

ـام وكم كربٍ بهم قد تقشّعا

هم القائلون الفاعلون تبرُّعاً

هم العالمون العاملون تورُّعاً

ابوهم وصيُّ المصطفى حاز علمه

وأودعه من قبل ما كان اودعا