مطالعة التاريخ الإسلاميّ والوقوف على سيرة بعضهم (١) لا يمكن اعتبار جميع صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين يتجاوز عددهم المائة ألف شخصٍ عُدولاً أتقياء جميعاً.
على أنّ ما نحن بصدد بحثه ودراستهِ هنا هو «عدالةُ جميع الصحابة» لا سبّ الصحابة ، وإنّ من المؤسف أنّه لم يفرّق البعضُ بين المسألتين ، وإنّما عمد إلى اتّهام المخالفين في المسألة الأُولى والإيقاع فيهم في غير ما حق.
وفي الخاتمة نؤكّدُ على أنّ الشيعةَ الإماميّة لا ترى احترام صحبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مانعاً من مناقشة أفعال بعض صحابته صلىاللهعليهوآلهوسلم والحكم عليها وتعتقد بأنّ معاشرةَ النبي لا تكون سبباً للمصُونيّة من المعاصي إلى آخر العمر.
على أنّ موقف الشيعة ، في هذا المجال ينطلق من الآيات القرآنية ، والأحاديث الصحيحة ، والتاريخ القطعي ، والعقل المحايد الحصيف.
الأصلُ الواحدُ والثلاثون بعد المائة : محبَّة النبي وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إنّ محبَّة النبيّ وأهلِ بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ومودَّتهم من أُصول الإسلام الّتي أكّدَ عليها القرآنُ والسُّنة ، فقد قال القرآن الكريمُ في هذا الصَّدَد :
__________________
(١). صحيح البخاري ، ج ٥ ، تفسير سورة النور ، ص ١١٨ ـ ١١٩.