ولو كان هذا الخبر
حقّا ، لمّا جاز له ترك البغلة التي خلّفها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيفه وعمامته عند أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولما حكم به له لمّا ادّعاها العبّاس. ولكان أهل البيت
الذين طهّرهم الله تعالى في كتابه عن الرجس مرتكبين ما لا يجوز ، لأنّ الصدقة
عليهم محرّمة.
بعد ذلك جاء إليه
مال البحرين ، وعنده جابر بن عبد الله الأنصاري ، فقال له : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لي : إذا أتى مال البحرين حثوت لك ثمّ حثوت لك ـ ثلاثا ـ فقال له : تقدّم فخذ بعدّتها ، فأخذ من مال بيت المسلمين من غير بيّنة ، بل لمجرّد
الدعوى .
وقد روت الجماعة
كلّهم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في حقّ أبي ذر : ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء
على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ولم يسمّوه صدّيقا ، وسمّوا أبا بكر بذلك ، مع أنّه لم يرو مثل ذلك في حقّه.
وسمّوه خليفة رسول
الله ، مع أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يستخلفه في حياته ولا بعد وفاته عندهم ، ولم يسمّوا
أمير المؤمنين عليهالسلام خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أنّه استخلفه في عدّة
__________________