وعلى يده عليهالسلام تاب بشر الحافي (١). لأنّه عليهالسلام اجتاز على داره ببغداد ، فسمع الملاهي وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار ، فخرجت جارية وبيدها قمامة البقل ، فرمت بها (٢) في الدرب ؛ فقال لها : يا جارية! صاحب هذه الدار حرّ أم عبد؟ فقالت : بل حرّ فقال : صدقت ؛ لو كان عبدا خاف من مولاه!
فلمّا دخلت قال مولاها وهو على مائدة السّكر : ما أبطأك علينا؟ فقالت : حدّثني رجل بكذا وكذا ، فخرج حافيا (٣) حتّى لقي مولانا الكاظم عليهالسلام فتاب على يده.
__________________
٢٦ ، وفي بحار الأنوار نقلا عن أمثال الصالحين «قال : وقد نظموها :
سل شقيق البلخي عنه وماعا |
|
ين منه وما الذي كان أبصر |
قال : لمّا حججت عاينت شخصا |
|
ناحل الجسم شاحب اللون أسمر |
سائرا وحده وليس له زاد |
|
فما زلت دائبا أتفكّر |
وتوهّمت أنّه يسأل الناس |
|
ولم أدر أنّه الحج الاكبر |
ثمّ عاينته ونحن نزول |
|
دون «فيد» على الكثيب الأحمر |
يضع الرمل في الاناء ويشر |
|
به فناديته وعقلي محيّر |
اسقني شربة ، فلمّا سقاني |
|
منه عاينته سويقا وسكّر |
فسألت الحجيج من يك هذا؟ |
|
قيل هذا الإمام موسى بن جعفر |
(١) هو بشر بن الحارث الحافي ، أورد أبو نعيم الاصبهاني ترجمته في «حلية الأولياء» وقال عنه : ومنهم من حباه الحقّ بجزيل الفواتح ، وحماه عن وبيل الفوادح ، أبو نصر بشر بن الحارث الحافي ، المكتفي بكفاية الكافي ، اكتفى فاشتفى.
وذكره الخواجة عبد الله الأنصاري في طبقات الصوفيّة : ٨٥ ـ ٨٦ ، والقاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين ٢ : ١٢ ـ ١٤ ، ونقل عن ابن خلكان أنّ جدّه الخامس عبد الله أسلم على يد أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام. ثم ذكر صاحب المجالس أنه تاب على يد الإمام الهمام موسى الكاظم عليهالسلام ، ثمّ نقل قصّة توبته من منهاج الكرامة ، ثم ذكر أنّ تاريخ وفاته كان يوم عاشوراء من محرم الحرام سنة سبع وعشرين ومائتين ، كما ذكره معصوم علي شاه في طرائق الحقائق ٢ : ١٨٤ ـ ١٨٦ ونقل قصة توبته عن منهاج الكرامة.
(٢) في «ر» : به.
(٣) في «ش ٢» : فخرج بشر حافيا.