السيرة (١) : انّه انشغل (٢) بالعبادة عن طلب الرئاسة. قال عمرو بن أبي المقدام (٣) : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمت أنّه من سلالة النبيين (٤) وهو الذي نشر منه (٥) فقه الإماميّة والمعارف الحقيقيّة والعقائد اليقينيّة ، وكان لا يخبر بأمر إلّا وقع ، وبه سمّوه الصادق الأمين.
وكان عبد الله بن الحسن جمع أكابر العلويين للبيعة لولده (٦) فقال له الصادق عليهالسلام : إنّ هذا الأمر لا يتمّ! فاغتاظ من ذلك ، فقال (٧) إنّه لصاحب القباء الأصفر ؛ وأشار بذلك إلى المنصور ، فلمّا سمع المنصور بذلك فرح لعلمه بوقوع ما يخبر به ، وعلم أنّ الأمر يصل إليه ؛ ولمّا هرب (٨) كان يقول : أين قول صادقهم؟! وبعد ذلك انتهى الأمر إليه (٩).
وكان ابنه موسى الكاظم عليهالسلام يدعى بالعبد الصالح ، كان أعبد أهل وقته ، يقوم (١٠) الليل ويصوم النهار ، سمّي (١١) الكاظم لأنّه كان إذا بلغه عن أحد شيء ، بعث إليه بمال ، ونقل فضله
__________________
ساداتهم ، ذو علوم جمّة ، وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، ورهادة بيّنة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبّع معاني القرآن ، ويستخرج من بحره جواهره ، ويستنتج عجائبه ، ويقسّم أوقاته على أنواع الطاعات ... استفاد منه جماعة من أعيان الأمة وأعلامهم ، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري ، وابن جريح ، ومالك بن أنس ، والثوري ، وابن عيينة ، وأيّوب السختياني ، وغيرهم ، وعدّوا أخذهم منه منقبة شرّفوا بها ، وفضيلة اكتسبوها».
(١) في «ش ٢» : السّير.
(٢) في «ش ١» : إنّه اشتغل. وفي «ش ٢» : إنّه قد اشتغل.
(٣) في «ش ١» : عمرو بن المقدام.
(٤) حلية الأولياء ٣ : ١٩٣ ، وتذكرة الخواص : ٣٤٢.
(٥) في «ش ١» : في.
(٦) في «ش ١» و«ش ٢» : لولديه محمّد وإبراهيم.
(٧) في «ش ٢» : وقال.
(٨) في «ش ٢» : ولمّا هرب المنصور.
(٩) مقاتل الطالبين : ١٤٠ ـ ١٤٢ و ١٧١ ـ ١٧٣ ، وانظر كلام أبي جعفر المنصور في : ١٨٤ ـ ١٨٥.
(١٠) في «ش ١» و«ش ٢» : ويقوم.
(١١) في «ر» : وسمّي