والقضاء يستلزم
العلم والدين وفيه نزل قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ
واعِيَةٌ) .
ولأنه عليهالسلام كان في غاية الذكاء والفطنة ، شديد الحرص على التعلّم ،
ولازم رسول الله ـ الذي هو أكمل الناس ـ ملازمة شديدة ليلا ونهارا من صغره إلى
وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «العلم في الصّغر كالنقش في الحجر» ، فيكون علومه أكثر
من علوم غيره ؛ لحصول القابل الكامل والفاعل التامّ ، ومنه استفاد الناس العلم.
أمّا النحو ، فهو
واضعه ؛ قال لأبي الأسود الدؤلي : «الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف» ...
وعلّمه وجوه الإعراب.
وأمّا الفقه ،
فالفقهاء كلّهم يرجعون إليه ؛ أمّا الإمامية فظاهر ؛ لأنّهم أخذوا علمهم منه ومن
أولاده ، وأمّا غيرهم فكذلك ، أمّا أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وزفر ، فإنّهم
أخذوا عن أبي حنيفة ، والشافعيّ قرأ على محمد بن الحسن وعلى مالك ، فرجع فقهه
إليهما ، وأمّا أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعيّ ، فرجع فقهه إليه ، وفقه الشافعيّ
راجع إلى (أبي حنيفة) وأبو حنيفة قرأ على الصادق ، والصادق قرأ على الباقر ،
والباقر [قرأ] على زين العابدين ، وزين العابدين قرأ على أبيه ، وأبوه قرأ على
عليّ عليهالسلام. وأمّا مالك فقرأ على ربيعة الرأي ، وقرأ ربيعة على عكرمة ، وعكرمة على عبد الله بن عبّاس ،
وعبد الله بن عبّاس تلميذ عليّ عليهالسلام.
وأمّا علم الكلام
، فهو أصله ، ومن خطبه استفاد الناس ، وكلّ الناس تلاميذه : فإنّ المعتزلة انتسبوا
إلى واصل بن عطاء وهو كبيرهم ، وكان تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيّة
، وأبو هاشم تلميذ أبيه ، وأبوه تلميذ عليّ عليهالسلام : والأشعريّة تلامذة أبي الحسن عليّ بن أبي بشر الأشعري ،
وهو تلميذ أبي علي الجبائي ، وهو شيخ من شيوخ المعتزلة.
وعلم التفسير إليه
يعزى ؛ لأن ابن عباس كان تلميذه فيه ، قال ابن عباس : حدّثني
__________________