أما خلقا من بعد خلق فقد فسرت في تكوين الجنين ومراحله ، أما في ظلمات ثلاث فقد فسره ابن عباس ومجاهد والسدى وابن زيد فكلهم قالوا الظلمات الثلاث هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة.
أما العلوم الساطعة في هذه الآيات اللامعة فظهرت في العصور المتأخرة جدا بعد الكشف الدقيق ، فتقول التقارير المتأخرة أن الجنين في بطن أمه محاط بثلاث أغشية حسماء لا ينفذ منها الماء ولا الضوء ولا الحرارة ، وهذه الأغشية تعرف بالمبناري والامينوين والخزربوين والغشاء الذي لا ينفذ منه الضوء والحرارة والماء يدعى باللغة العربية ظلمة.
كيف يخرج الانسان الى عالم الدنيا :
(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، هذه الآية تدل على أن الله هو الذي يخرجنا من بطون امهاتنا ، وليس للإنسان دخل في هذا الموضوع ، وقد قررت التقارير الواردة أن العلم لم يتمكن من تعيين يوم الولادة بالضبط حيث أنه يخرج قبل اليوم المعتاد بعدة أيام أو يتأخر عن اليوم المعتاد.
وأن التقرير يقول مدة الحمل تتراوح بين ٢٧٢ ـ ٢٨٨ يوما ، وفي بعض الحالات وصلت إلى ٣٤٩ يوما ، وكذلك يقرر العلماء أن الولادة لا دخل لأي إنسان فيها ، وكم مليون مولود ولد بدون مساعدة أحد سوى الله حيث ينقبض الرحم على الجنين ليطرده إلى الخارج ، وأما العلوم الساطعة في هذه الآيات اللامعة فتقول إحدى المصادر أن الطفل عند ما يولد يسمع ولا يرى لعدة أيام ، ثم يبدأ في تميز الضوء والظلام ولا يرى إلا بعد خمسة عشر يوما ، وأما العقل الأفئدة جمع فؤاد وهنا جاء بمعنى العقل حيث له عدة معاني ، والحواس الاخرى فلا يستطيع استعمالها إلا بعد مدة طويلة ، فالآن ارجع إلى الآية الكريمة ، فانظر كيف أنها مرتبة حسب التكوين السمع والبصر والفؤاد ، إن الله يقول نحن نخبركم بهذه ولم