فمن قائل بأنه نحو وجود ، ومن قائل بأنه كيف نفساني ، ومن قائل بأنه فعل ، ومن قائل بأنه انفعال ، ومن قائل بأنه معنى سلبي أي سلب المادة عن النفس الى غير ذلك من الأقوال ، والكل صادق من وجهة نظره لأن الآثار متعددة وكل واحد أدرك أثرا منها ، واذا كان درك الحقائق الممكنة جوهرية كانت أو عرضية هكذا فما ظنك بصفات الباري تعالى التي هي فوق درك العقول كلها.
طريق معرفة الصفات :
الصفات عناوين خاصة يشار بها الى الذات ويعبّر بها عنه واللازم هو التأمل والدقة في الذات المعنون لها ثم النظر في أنه هل يبقى مجال للبحث عن الصفات أم لا ، فنقول الذات المعنون للصفات كما مرّ سابقا هو الكمال المطلق فوق ما نتصوره من معنى الكمال والإطلاق المحيط بما سواه فوق ما نتعقله من معنى المسلوب عنه جميع النقائص الواقعية والادراكية ، وحينئذ فمع توجه العقل بهذا النحو من الذات والإذعان به والحكم بتحققه هل يبقى مجال للبحث عن الصفات وهل له طريق إلا الإذعان بكلمة أمير المؤمنين عليهالسلام : كمال الإخلاص نفي الصفات عنه ، فالبحث عن الصفات إن كان بحسب الواقع فهو مع فرض كون الذات عبارة عما ذكرناه تطويل بلا طائل وان كان بحسب مقام التعبير والتفهم فله وجه كما في الخطبة المعروفة عن مولانا الرضا عليهالسلام أسمائه تعالى تعبير الخ.
وعلى أي حال بالغوا في البحث عن أي منها عين الذات وأي منها زائدة على الذات فغاية ما يجد العقل طريقا الى كماله المطلق هو سلب النقائص عنه سبحانه فيعبر عن سلب نقص الجهل بالعلم ، وعن سلب العجز بالقدرة وعن سلب منقصة عدم منشئية الأثر بالحياة الى غير ذلك ، هذا ولكن نحن نذكر هذه الصفات تبعا للقوم في الجملة.
الكلام في صفات الثبوتية التي يقال صفات الكمال والجمال :
اعلم أن صفات الكمال والجمال لا تنحصر لأن الخلو عن الكمال نقص وكل