فقد روي أنّ
الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أمر بحضور جميع أقربائه قبيل وفاته ، ثمّ التفت إليهم
وأكّد على أهمية الصلاة. وإليك الحديث بأكمله :
روى أبو بصير عن
أصحاب الإمام قال : دخلت على أُم حَميدة (زوجة الإمام جعفر الصادق عليهالسلام) أُعزِّيها بأبي عبد الله عليهالسلام فبكت وبكيت لبكائها ، ثمّ قالت : يا أبا محمد لو رأيت أبا
عبد الله عليهالسلام عند الموت لرأيت عجباً ، فتح عينيه ، ثمّ قال : «اجمعوا
كلّ من بيني وبينه قرابة».
قالت : فما تركنا
أحداً إلّا جمعناه ، فنظر إليهم ثمّ قال : «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة» .
فليس للمسلم أن
يعول على شيء إذا أهمل الواجبات وترك الفرائض ، أو استهان بها.
نعم ، خلق الإنسان
ضعيفاً ـ بحكم جبلته ـ محاصَراً بالشهوات ، محاطاً بالغرائز ، ولذلك ربما سها ولها
، وربّما بدرتْ منه معصية ، واستحوذ عليه الشيطان ، ووقع في شباكه وشراكه ، فعصى
من حيث لا يريد ، وخالف من حيث لا يجب ، ثمّ تعرض لضغط الوجدان ، ووخْزِ الضمير ،
فهل له أن ييأس في هذه الحالة ويقنط ، وقد قال ربّ العزّة : (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (يوسف / ٨٧).
كلّا ليس له إلّا
الرجاء في رحمة الله ، والأمل في عفوه ولطفه ، وقد فتح الإسلام نوافذ الأمل
والرجاء أمام العاصي النادم ، ليعود إلى ربه ،
__________________