الأعصار المتقدمة وإليك نزراً منه :
السلف وطلب الشفاعة من النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
١ ـ الأحاديث الإسلامية وسيرة المسلمين تكشفان عن جواز هذا الطلب ، ووجوده في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد روى الترمذي في «صحيحه» عن أنس قوله : سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة ، فقال : «أنا فاعل» ، قال : قلت : يا رسول الله فإنّي أطلبك ، فقال : «اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط» (١).
السائل يطلب من النبي الأعظم ، الشفاعة دون أن يخطر بباله أنّ هذا الطلب يصطدم مع أُصول العقيدة.
٢ ـ هذا سواد بن قارب ، أحد أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول مخاطباً إيّاه :
فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة |
|
بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب (٢) |
٣ ـ روى أصحاب السير والتاريخ ، أنّ رجلاً من قبيلة حمير عرف أنّه سيولد في أرض مكة نبي الإسلام الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولما خاف أن لا يدركه ، كتب رسالة وسلّمها لأحد أقاربه حتى يسلّمها إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما يبعث ، وممّا جاء في تلك الرسالة قوله : «وإن لم أدرك فاشفع لي
__________________
(١) صحيح الترمذي : ٤ / ٦٢١ ، كتاب صفة القيامة ، الباب ٩.
(٢) الإصابة : ٢ / ٩٥ ، الترجمة ٣٥٧٦ ، وقد ذكر طرق روايته البالغة إلى ست ، وراجع أيضاً الروض الأنف : ١ / ١٣٩ ؛ بلوغ الإرب : ٣ / ٢٩٩ ؛ عيون الأثر : ١ / ٧٢.