يوم القيامة ولا تنسني» (١) ولمّا وصلت الرسالة إلى يد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «مرحباً بتُبَّع الأخ الصالح» فإنّ وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لطالب الشفاعة بالأخ الصالح ، أوضح دليل على أنّه أمر لا يتعارض وأُصول العقيدة.
٤ ـ وروى المفيد عن ابن عباس أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا غسّل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكفّنه كشف عن وجهه وقال : «بأبي أنت وأُمّي طبتَ حيّاً وطبت ميتاً ... اذكرنا عند ربك» (٢) وروى الشريف الرضي في «نهج البلاغة» : أنّ عليّاً عليهالسلام قال عند ما ولي غسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بأبي أنت وأُمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك» (٣).
٥ ـ روي أنّه لمّا توفي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أقبل أبو بكر فكشف عن وجهه ثمّ أكبّ عليه فقبّله وقال : «بأبي أنت وأُمّي طبت حيّاً وميتاً اذكرنا يا محمد عند ربّك ولنكن من بالك» (٤).
وهذا استشفاع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دار الدنيا بعد موته.
٦ ـ وختاماً نذكر ما ذكره الدكتور عبد الملك السعدي في كتابه «البدعة في مفهومها الإسلامي الدقيق» : أمّا طلب الشفاعة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بصورة عامّة وبدون قيد بعد أذان أو غيره فقد ورد في السنّة ، حيث قد طلبها منه بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ دون نكير من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. والأحاديث الواردة بهذا الخصوص وبمواضع
__________________
(١) المناقب : ابن شهرآشوب : ١ / ١٢ ؛ السيرة الحلبية : ٢ / ٨٨.
(٢) مجالس المفيد ، المجلس الثاني عشر : ١٠٣.
(٣) الرضي : نهج البلاغة : الخطبة ٢٣٥.
(٤) السيرة النبوية للحلبي : ٣ / ٤٧٤ ، ط. بيروت ، دار المعرفة.