١٥ ـ قال الشعراني ، في المبحث السبعين : إنّ محمداً هو أول شافع يوم القيامة ، وأول مشفّع وأولاه فلا أحد يتقدّم عليه ، ثمّ نقل عن جلال الدين السيوطي : إنّ للنبي يوم القيامة ثمان شفاعات ، وله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القامة ثمان شفاعات : وثالثها : فيمن استحقّ دخول النار أن لا يدخلنها (١).
١٦ ـ وقال العلّامة المجلسي (ت ١١١٠ ه) : أما الشفاعة فاعلم أنّه لا خلاف فيها بين المسلمين بأنّها من ضروريات الدين وذلك بأنّ الرسول يشفع لأُمته يوم القيامة ، بل للأُمم الأُخرى ، غير أنّ الخلاف إنّما هو في معنى الشفاعة وآثارها هل هي بمعنى الزيادة في المثوبات ، أو إسقاط العقوبة عن المذنبين؟ والشيعة ذهبت إلى أنّ الشفاعة تنفع في إسقاط العقاب وإن كانت ذنوبهم من الكبائر ، ويعتقدون أيضاً بأنّ الشفاعة ليست منحصرة في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام من بعده ، بل للصالحين أن يشفعوا بعد أن يأذن الله لهم بذلك (٢).
١٧ ـ قال محمد بن عبد الوهاب (١١١٥ ـ ١٢٠٦ ه) : وثبتت الشفاعة لنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة ولسائر الأنبياء والملائكة والأولياء والأطفال حسبما ورد ، ونسألها من المالك لها والآذن فيها بأن نقول : اللهمّ شفِّعْ نبينا محمداً فينا يوم القيامة أو اللهمّ شَفِّعْ فينا عبادك الصالحين ، أو ملائكتك ، أو نحو ذلك مما يطلب من الله لا منهم ـ إلى أن قال : ـ إنّ الشفاعة حقّ في الآخرة ، ووجب على كلّ مسلم الإيمان
__________________
(١) الشعراني : اليواقيت والجواهر : ٢ / ١٧٠.
(٢) بحار الأنوار ، ٨ / ٢٩ ـ ٦٣ ؛ حق اليقين ، ص ٤٧٣.