وحيث لا متسع ولا مجال والمشتكى إلى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعالي.
قال : خاتمة
(قد وردت الأحاديث الصحيحة في ظهور إمام من ولد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وقول الإمامية أنه قد ولد واختفى ما فوق أربعمائة سنة خوفا من الأعداء ذهاب بلا حجة إلى إمام بلا حكمة على أن الناس بعد بني العباس يطلبونه من السماء فما له. والاختفاء في نزول عيسى وخروج الدجال).
مما يلحق بباب الإمامة بحث خروج المهدي ، ونزول عيسى (صلىاللهعليهوسلم) وهما من أشراط الساعة. وقد وردت في هذا الباب أخبار صحاح ، وإن كانت آحادا. ويشبه أن يكون حديث خروج الدجال متواتر المعنى ، أما خروج المهدي فعن ابن عباس (رضي الله عنه) أنه قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) : «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».
وعن ابن سلمة ، قال : سمعت رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) يقول : المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة.
وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المهدي مني ، أجلى الجبهة، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين» (١).
وعنه (رضي الله عنه) : قال : ذكر رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلا من عترتي ، فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. فذهب العلماء إلى أنه إمام عادل من ولد فاطمة (رضي الله عنها) يخلقه الله تعالى متى شاء ، ويبعثه نصرة لدينه.
__________________
(١) هذه الأحاديث كلها أحاديث آحاد ، وأحاديث الآحاد لا يأخذ بها في إثبات العقائد ، وراجع كتابنا «المذاهب المعاصرة» وموقف الإسلام منها : طبعة لجيل».