وليس كذلك ، لأن الفاعل ما به يكون الشيء موجودا ، لا ما به يكون الشيء ذلك الشيء، فإنا نتصور حقيقة المثلث ، وإن لم نعلم له وجودا ولا فاعلا.
وبالجملة فمعنى هذا التفسير (١) على أن نفس الماهية ليست بجعل الجاعل على ما سيجيء بيانه ، ثم الماهية إذا اعتبرت مع التحقيق سميت ذاتا وحقيقة ، فلا يقال ذات العنقاء. وحقيقته بل ماهيته أي ما يتعقل منه ، وإذا اعتبرت مع التشخص سميت هوية ، وقد يراد بالهوية التشخص ، وقد يراد الوجود الخارجي ، وقد يراد ما صدقت عليه الماهية من الأفراد.
تحقيق الماهية باعتبار تميزها عن العوارض
(قال : وتغاير عوارضها (٢) اللازمة والمفارقة (٣) ، وتتقابل بتقابلها فحيث يقال : الأربعة من حيث هي زوج ، أو ليست بفرد يراد أن ذلك من مقتضيات الماهية ، وإلا فهي من حيث هي ، ليست إلا هي ، حتى لو قيل : الأربعة من حيث (٤) هي (٥) زوج ، أو ليست بزوج ، أو هي زوج أو فرد (٦).
قلنا : ليست من حيث هي هي بزوج ولا فرد. بمعنى أن شيئا منهما (٧) ليس نفسها ، ولا داخلا فيها ، ولا يصح هي من حيث هي زوج أو ليست بفرد ، أو لا هذا ولا ذاك).
أي ماهية الشيء وحقيقته مغاير جميع عوارضها اللازمة والمفارقة كالفردية للثلاثة ، والزوجية للأربعة ، وكالمشي (٨) للحيوان ، والضحك للإنسان ، ضرورة
__________________
(١) حاصل هذا التعريف أن ما تحقق به الشيء وصار به متقررا هو ماهيته.
(٢) أي الماهية.
(٣) لها أو وجودها جميعا وهو ظاهر.
(٤) أي من حيث اعتبار حقيقتها فقط لا من حيث ما تقتضيه تلك الحقيقة.
(٥) سقطت من (ج) لفظ (هي).
(٦) على طريق السؤال عن أحد المتساويين للنقيضين هل هي نفس أحدهما أيضا أولا ..؟
(٧) أي من الزوج ونفي الفردية.
(٨) في (ب) وكالشيء للحيوان ، وهو تحريف.