بحسب المطالب ، على ما بين في الصناعات الخمس ، وصحة الصورة في المعرف أن يقدم الأعم فيقيد بالفصل أو الخاصة ، بحيث تحصل صورة وجدانية موازية أو مميزة لصورة المطلوب ، وفي الدليل أن يكون على الشرائط المعتبرة في الانتاج على ما فصل في أبواب القياس (١) والاستقراء (٢) والتمثيل (٣) من المنطق ، فظهر أن في تقسيمه النظر إلى الصحيح والفاسد باعتبار المادة والصورة تجوزا فلا يبعد تقسيم إلى الجلي والخفي بهذا الاعتبار أيضا فإن أجزاء كل من المعرف والدليل قد تكون ضرورية تتفاوت في الجلاء والخفاء ، وقد تكون نظرية تنتهي إلى الضروري بوسائط أقل أو أكثر وكذا الصورة القياسية للأشكال ، وعبارة المواقف ربما توهم اختصاص التجوز بانقسام النظر إلى الجلي والخفي واختصاصه بالدليل دون المعرف وابتناء انقسام النظر إلى الصحيح والفاسد باعتبار المادة والصورة على تفسيره بالترتيب.
النظر الصحيح
(قال : والصحيح المقرون بشرائطه يفيد العلم).
قال الإمام : لا نزاع في أن النظر يفيد الظن ، وإنما النزاع في إفادته اليقين ، فأنكره السمنية (٤) مطلقا وجمع من الفلاسفة في الإلهيات
__________________
(١) في (ب) واحد بدلا من (واحدة).
(٢) القياس : التقدير يقال : قاس الشيء إذا قدره ويستعمل أيضا في التشبيه والقياس المنطقي. قول مؤلف من أقوال إذا صحت لزم عنها بذاتها لا بالعرض ، قول آخر غيرها اضطرارا (ابن سينا النجاة ص ٤٧).
(٣) الاستقراء في اللغة : التتبع من استقرأ الأمر إذا تتبع لمعرفة أحواله. وعند المنطقيين هو الحكم على الكلي بجميع أشخاصه ، (مفاتيح العلوم ص ٩١). وقال ابن سينا : الاستقراء هو الحكم على كلي لوجود ذلك الحكم في جزئيات ذلك الكلي إما كلها وهو الاستقراء التام وإما أكثرها ، وهو الاستقراء المشهور (النجاة ص ٩٠).
(راجع كلمة عن التمثيل في هذا الجزء).
(٤) السمنية فرقة من فرق الهند قالوا : إن نبيها (بوداسف) وقد قسم المقدسي طوائف الهنود إلى السمنية المعطلة. والبراهمة الملحدة ونسب التناسخ إلى السمنية. وقال صاحب الفهرست. ومعنى السمنية منسوب إلى سمنى ، وهم أسخى أهل الأرض والأديان؟ وذلك أن نبيهم أعلمهم أن أعظم الأمور التي لا تحل ولا يسع الإنسان أن يعتقدها ولا يفعلها قول : لا في الأمور كلها فهم على ذلك قولا وفعلا وقول : لا. عندهم من فعل الشيطان (راجع الفهرست ص ٤٨٤).