(بَلى مَنْ كَسَبَ
سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها
خالِدُونَ) [البقرة : ٧٥] ، وقوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) [النساء : ٩٣] ، وأيضا فإن الرب تعالى ذكر حال الأشقياء
وحال السعداء وربط الخلود بمكانهما ولم يذكر في القرآن قسما ثالثا فقال : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا) [هود : ١٠٦] ، (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) [هود : ١٠٨] ، وفي
تفصيل الفريقين (فَرِيقٌ فِي
الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى : ٧].
وزادت الخوارج
عليهم بأن كفروا صاحب الكبيرة واستدلوا عليه بقصة إبليس إذ كان عارفا بالله مطيعا
له غير إنه ارتكب كبيرة وهو الامتناع من السجود لآدم عليهالسلام فاستوجب اللعن والتكفير والتخليد في النار.
وقصرت المرجئة في
مقابلتهم حيث قالوا الإيمان قول وعقد وإن عري عن العمل فلا يضر مع الإيمان معصية
كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وأشدهم تقصيرا
الكرامية الذين ينفر الطبع السليم عن نقل مقالاتهم وذكر مذاهبهم لخبثها وركاكتها
قالت الإيمان قول مجرد وهو الإقرار باللسان فحسب وإن كان المقر كاذبا منافقا فهو
مؤمن وليتهم قالوا مؤمن عندنا بل قالوا مؤمن حقا عند الله تعالى حتى يثبت في حقه
مشاركته المؤمنين في أحكام الإسلام.
قالت الأشعرية :
الإيمان عبارة عن التصديق في وضع اللغة وقد قرره الشرع على معناه.
واختلف جواب أبي
الحسن رحمهالله في معنى التصديق فقال مرة هو المعرفة بوجود الصانع
والإلهية وقدمه وصفاته وقال مرة التصديق قول في النفس يتضمن المعرفة ثم يعبر عن
ذلك باللسان فيسمي الإقرار باللسان أيضا تصديقا والعمل على الأركان أيضا من باب
التصديق بحكم الدلالة أعني دلالة الحال كما أن الإقرار تصديق بحكم الدلالة أعني
دلالة المقال فكان المعنى القائم بالقلب هو الأصل المدلول والإقرار والعمل دليلان.
قال بعض أصحابه
الإيمان هو العلم بأن الله ورسوله صادقان فيما أخبرا به ويعزى هذا أيضا إلى أبي
الحسن ثم القدر الذي يصير به المؤمن مؤمنا وهو التكليف العام على عوام الخلق
وخواصهم هو أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه ولا نظير له في
جميع صفات إلاهيته ولا قسيم له في أفعاله وأن محمدا رسوله