(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) (الأنبياء : من الآية ٢٢).
صفة القدم
ثم يعتقدون أن اللّه عز وجل قديم أزلي أبدا كان ، وأبدا يكون ؛ لأنه لو كان محدثا ، لافتقر إلى محدث آخر ، وذلك المحدث إن كان محدثا ، افتقر إلى محدث آخر ، ويؤدي ذلك إلى التسلسل ، وعدم التناهي ، وذلك محال.
مخالفته ـ تعالى ـ للحوادث
ثم يعتقدون أن اللّه عز وجل لا يشبهه شيء من المخلوقات ، ولا يشبه شيئا منها ؛ لأنه لو أشبهه شيء لكان مثله قديما ، ولو أشبه شيئا لكان مثله مخلوقا وكلا الحالين محال. قال اللّه عز وجل :(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى : من الآية ١١).
اللّه تعالى ليس بجسم
ثم يعتقدون أن اللّه عز وجل ليس بجسم لأن الجسم هو المؤلف وكل مؤلف لا بدّ له من مؤلف. وليس بجوهر لأن الجوهر لا يخلو من الأعراض كاللون والحركة والسكون ، والعرض الذي لا يكون ثم يكون ولا يبقى وقتين. قال اللّه تعالى : (هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) (الأحقاف : من الآية ٢٤) أي لم يكن فكان ، وما لم يكن فكان فهو محدث ، وما لا ينفك من المحدث فهو محدث كالمحدث.
صفاته تعالى أزلية
ثم يعتقدون أن اللّه تعالى المحدث للعالم موصوف بصفات ذاتية ، وصفات فعلية ، فأما الصفات الذاتية فهي ما يصح أن يوصف بها في الأزل وفي لا يزال كالعلم والقدرة ، وأما الصفات الفعلية فهي ما لا يصح أن يوصف بها في الأزل وفكالخلق والرزق ؛ لا يقال إنه أبدا كان خالقا ورازقا ؛ لأن ذلك يؤدي إلى قدم المخلوق والمرزوق ، بل يقال إنه أبدا كان قادرا على الخلق والرزق ، عالما بمن يخلقه ويرزقه ، فإن قيل إنه أبدا الخالق والرازق بالألف واللام جاز.
صفة العلم
ثم يعتقدون أن اللّه تعالى عالم بعلم واحد قديم أزلي يتعلق بجميع المخلوقات فلا يخرج مخلوق عن عمله ؛ لأنه لو لم يكن موصوفا بالعلم لكان موصوفا بضده وهو الجهل ، ثم يكون الجهل صفة له قديمة ، والقديم يستحيل عدمه ، فلا يكون أبدا عالما ،