نزول آية الحجاب ،
فآية الحجاب نزلت للنهي عن ماابتدر من عمر ، لاماادّعاه هولنفسه من كونه أغيرمن
سيّدالأنبياء وأشرف المرسلين حبيب إله العالمين ، الذي وصفه ربّ العزّة : (وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
و : (مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا
غَوىٰ وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ)
، وقدقال تعالى في وسط آيات الحجاب : (إِنَّ اللّٰهَ وَمَلاٰئِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
فانظر هذه المحبّة الإلهية إلى خُلُق
نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثمّ وعيد الإله تعالى بلعن وتعذيب الّذين يؤذون
نبيّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم)
، وبعدكلّ ذلك يأتي عمر مدّعياً أنّه أكثر غيرة وعفّة من سيّد الرسل؟! ، والحال أنّه
الذي نزلت فيه هذه الآيات.
وقال الشيخ الطوسي في التبيان في ذيل
الآية : (فَإِذٰا
طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاٰ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)
أي : تفرّقوا ولاتقيموا ولاتستأنسوا بطول الحديث ؛ وإنّما مُنعوا من الاستئناس من
أجل طول الحديث;لأنّ الجلوس يقتضي ذلك ، والاستئناس هو ضدّالاستيحاش ، والأُنس ضدّ
الوحشة. وبيّن تعالى فقال : لأنّ ذلك الاستئناس بطول الجلوس : (كٰانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ
فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ)
، أي : من الحاضرين ، فيسكت على مضض ومشقّة ، (وَاللّٰهُ
لاٰ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقّ).
ثمّ قال : (وَإِذٰا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً)
يعني : إذا سألتم أزواج النبيّ شيئاً تحتاجوه إليه: (فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ
وَرٰاءِ حِجٰابٍ)
وستر (ذٰلِكُمْ
أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)
من الميل إلى الفجور.
ثمّ قال : (وَمٰا
كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ)
، قال أبوعبيدة : (كان) زائدة ،
__________________