نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ، وغيرها من الكتب.
دوره عليهالسلام في النظام الاقتصادي للفتوح
وقد شاور عمر أصحاب رسول الله في سواد الكوفة فقال له بعضهم : تقسمها بيننا.
فشاور عليّا فقال : إنّ قسمتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء ، ولكن تقرّها في أيديهم يعملونها فتكون لنا ولمن بعدنا. فقال : وفّقك الله! هذا الرأي (١).
وأنت ترى هذه السنّة من عليّ عليهالسلام ، لولاها لضاع نظام التوزيع والتقسيم في الفيء والأراضي.
أخلاقيات الفتوحات وانتشار الدين
ومع كلّ ما تقدّم من كون الفتوح الإسلامية عهد من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه حملها المسلمون ، وأنّ تفاصيلها الخطيرة المؤثّرة في الظفر والنصر كان صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أودعها عليّا عليهالسلام بتوسّط العلوم اللدنية التي ورّثها إيّاه : «علّمني رسول الله ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب» ..
ومع كون أصل الفتوح انتشارا لصورة الدين في أرجاء المعمورة إلى الحدود الجغرافية التي انتهت إليها الفتوح ، إلّا أنّ الممارسات التي اعتمدتها خلافة الشيخين ـ فضلا عن العيث والعبث والخضم الذي مارسه الثالث ، وفضلا عمّا فعله بني أمية وبني العبّاس ـ في كيفية فتوح البلدان ، وما تلاها من كيفية إقامة نظام الحكم فيها ، حالت دون مواصلة انتشار الإسلام إلى غيرها من البلدان ، وإلى باقي أرجاء المعمورة.
وكان هذان البعدان وهاتان السياستان حائلا أمام وصول الإسلام لشعوب الأرض كافّة وتحقّق الوعد الإلهي : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ، وسدّا كثيفا مانعا من نفوذ شعاع
__________________
(١). تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥١ ـ ١٥٢.