والسادس : إنّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم)كان يطعم معه بعض أصحابه ، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة وكانت معهم ، فكره (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وسلّم ذلك ، فنزلت آية الحجاب.
قاله مجاهد ...
قوله تعالى : (وَمٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ) أي : ما كان لكم أذاه في شيءمن الأشياء. قال أبو عبيدة (كان) من حروف الزوائد. والمعنى : مالكم أن تؤذوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(وَلاٰ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوٰاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) ، روى عطاء عن ابن عبّاس ، قال : كان رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لوتوفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تزوّجت عائشة. فأنزل الله) تعالى) ماأنزل ..
وزعم مقاتل : إنّ ذلك الرجل : طلحة بن عبيد الله (١).
وقال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآية : ((فإذا سألتم أزواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) شيئاً تحتاجون إليه ، فاسألوهنّ من وراء الستر ..
قال مقاتل : أمرالله المؤمنين ألاّ يكلّموا نساءالنبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إلاّمن وراءحجاب.
وروى مجاهد ، عن عائشة ، قالت : كنت آكل مع النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حيساً في قعب ، فمرّ بناعمر ، فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي ، فقال : (حس! لوأطاع فيكنّ مارأتكنّ عين) فنزل الحجاب)) (٢).
الأمر التاسع : تُبيّن رواية مجاهد أنّ الصحابي الذي أصابت يده يد زوج النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فكره (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ذلك هو : عمر ، وقد تقدّم أنّ كراهته (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لذلك كانت سبب
__________________
(١) زاد المسير لابن الجوزي ٦/ ٢١٢ ـ ٢١٣.
(٢) مجمع البيان للطبرسي ـ ١٧٧/٨.
وانظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ٤٠٨/٨؛ تفسيرالقرآن العظيم لابن كثير ـ ٥١٣/٣؛ مجمع الزوائد ـ للهيثمي ـ ٩٣/٧؛ السُنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٤٣٥/٦ ح ١١٤١٩ ، المعجم الأوسط ٢١٢/٣ ، المعجم الصغير ٨٤/١.