المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
البحث حول الصحابة وعدالتهم كان وما يزال من أهمّ البحوث العقائدية بين المذاهب الإسلاميّة وقد عنى الكثير من الباحثين والكتّاب في ملابسات هذا الموضوع ممّا يدل على مكانة هذا البحث وأهمّيته ـ في دائرة الخلاف ـ.
من هنا جاء البحث في ـ الصحابة بين العدالة والعصمة ـ يتناول هذا الأمر الخطير ، لكنّه هذه المرّة جاء برؤية جديدة ونظرة فاحصة دقيقة تعتمد على تحليل نظرية «عدالة الصحابة» وما يترتّب عليها من آثار. وقد سلّط الضوء في هذه الدراسة على جميع زوايا هذه الظاهرة وملابساتها ، ابتداءً بولادتها وسرّ تبلورها.
ومرورا بالآثار المترتّبة عليها ، وانتهاء بسلامة هذه النظرية أو فسادها.
ولما كانت هذه النظرية ذات ركنين هما : العدالة والصحابة ، كان من الضروري كشف الغموض وإزالة اللبس الذي يحايث ظهور المعنى لهذين الركنين ووضوحه ؛ فما العدالة التي تستند للصحابة؟
هل المراد منها تلك الصفة المعروفة في الأذهان؟ أو المراد منها عصمة الصحابي وحجّية قوله وفعله؟
وهل المراد في حجّية قول الصحابي ، حجّية قوله كراو من الرواة؟ أم أنّ حجّية قوله من باب حجّية اجتهاده؟ ورأيه كمجتهد قد يصيب وخطئ ، هذا مع مراعاة