يؤذَيْن في خروجهن ليلاًلقضاء حاجتهنّ ، وقدروت عائشة (١) أنّ عمر قد تعرّض لسودة بنت زمعة في خروجها ليلاً لقضاء حاجتها وأنّها انكفأت راجعة شاكية لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ماآذاها به عمر ، فأوحى الله تعالى لنبيّه الإذن بأن يخرجن أي بجلباب فلايؤذين.
وقال الجصّاص في أحكام القرآن : ((قوله تعالى : (وَإِذٰا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ) قدتضمّن حظر رؤية أزواج النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وبيّن به أنّ ذلك : (أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ؛ لأنّ نظربعضهم إلى بعض ربّما حدث عنه الميل والشهوة فقطع الله بالحجاب الذي أوجبه هذا السبب.
قوله تعالى : (وَمٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ) ، يعني بما بيّن في هذه الآية من إيجاب الاستئذان وترك الإطالة للحديث عنده والحجاب بينهم وبين نسائه)) (٢).
وقال ابن الجوزي في زادالمسير ، في أسباب نزول آيات الحجاب : ((الثالث : إنّ عمر بن الخطّاب قال : قلت : يارسول الله! إنّ نساءك يدخل عليهنّ البرّ والفاجر ، فلوأمرتهنّ أن يحتجبْن. فنزلت آية الحجاب ..
أخرجه البخاري من حديث أنس ، وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر ، كلاهماعن عمر.
والرابع : إنّ عمر أمر نساء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالحجاب ، فقالت زينب : يا بن الخطّاب! إنّك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا. فنزلت الآية.
قاله ابن مسعود :
والخامس : إنّ عمر كان يقول لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : احجب نساءك. فلايفعل ، فخرجت سودة ليلة فقال عمر : قد عرفناك يا سودة. حرصاًعلى أن ينزل الحجاب ، فنزل الحجاب.
رواه عكرمة ، عن عائشة.
__________________
(١) جامع البيان لابن جرير الطبري ٤٩/٢٢.
(٢) أحكام القرآن للجصّاص ٤٨٣/٣.