الأمرالسابع : وفي ذيل آيات الحجاب قوله تعالى : (إِنَّ اللّٰهَ وَمَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ فِي الدُّنْيٰا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وَإِثْماً مُبِيناً يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَبَنٰاتِكَ وَنِسٰاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاٰ يُؤْذَيْنَ وَكٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنٰافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاٰ يُجٰاوِرُونَكَ فِيهٰا إِلاّٰ قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمٰا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللّٰهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّٰهِ تَبْدِيلاً). (١)
وهذاالذيل يُنزل لعنة الله في الدنيا والآخرة على مَن نزلت آيات الحجاب فيهم من الصحابة الّذين آذوا رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في نسائه ، وأنّهم من فئة (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ..
قال النحّاس في معاني القرآن : ((وقوله عزّ وجلّ : (وَمٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ وَلاٰ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوٰاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) ، قال قتادة : قال رجل من أصحاب رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : إن مات رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) تزوّجت فلانة;قال معمر : قال هذا طلحة لعائشة)) (٢).
وقال النحّاس : ((وقوله جلّ وعزّ : (يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَبَنٰاتِكَ وَنِسٰاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) ، قال أبومالك والحسن : كان النساء يخرجن بالليل في حاجاتهنّ فيؤذيهنّ المنافقون ويتوهّمون أنّهنّ إماء ، فأنزل الله جلّ وعزّ : (يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ) إلى آخر الآية)) (٣).
الأمر الثامن : قولهم : إنّ الأمر بإدناء الجلباب نزل لكون نساءالنبيّ والمؤمنين
__________________
(١) سورة الأحزاب ٦٢ ٥٦ : ٣٣.
(٢) معاني القرآن للنحّاس ٥ / ٣٧٣.
(٣) معاني القرآن للنحّاس ٥ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.