وروى بإسناده عن أنس بن مالك ، قال :
((قال عمر بن الخطّاب : قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لوحجبت عن
أُمّهات المؤمنين;فإنّه يدخل عليك البرّ والفاجر ، فنزلت آية الحجاب)) .
وروى بإسناده عن عبد الله ، قال :
((أمرعمر نساء النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم)
بالحجاب ، فقالت زينب : يا بن الخطّاب ، إنّك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ،
فأنزل الله : (وَإِذٰا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ)))
.
وروى بإسناده أنّ الإطعام كان في بيت
أُمّ سلمة .
وذكرالطبري في تفسير الآية : ((وقوله : (إِنَّ ذٰلِكُمْ كٰانَ
يُؤْذِي النَّبِيَّ)
يقول : إنّ دخولكم بيوت النبيّ من غيرأن يؤذن لكم ، وجلوسكم فيهامستأنسين للحديث
بعد فراغكم من أكل الطعام الذي دعيتم له ، كان يؤذي النبيّ ، فيستحي منكم أن
يخرجكم منها إذاقعدتم فيهاللحديث بعد الفراغ من الطعام ، أو يمنعكم من الدخول إذا
دخلتم بغير إذن مع كراهيّته لذلك منكم ، والله لا يستحي من الحقّ أن يتبيّن لكم ،
وإن استحيى نبيّكم فلم يبين لكم كراهية ذلك ; حياءًمنكم.
(وَإِذٰا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ)
يقول : وإذا سألتم أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونساء المؤمنين
اللواتي لسن لكم بأزواج متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب;يقول : من وراء ستربينكم
وبينهنّ ، ولا تدخلوا عليهنّ بيوتهنّ.
(ذٰلِكُمْ
أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
يقول تعالى ذكره : سؤالكم إيّاهنّ المتاع ، إذا سألتموهنّ ذلك من وراءحجاب ، أطهر
لقلوبكم وقلوبهنّ من عوارض العين فيها ، التي تعرض في صدور الرجال من أمرالنساء
وفي صدورالنساء من أمرالرجال ، وأحرى من أن لايكون للشيطان عليكم وعليهنّ سبيل.
وقدقيل : إنّ سبب أمر الله النساء
بالحجاب إنّما كان من أجل أنّ رجلا كان يأكل مع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم)
وعائشة معهما ، فأصابت يدها يد الرجل ، فكَرِه ذلك رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم))
.
__________________