ومن الموارد الأُخرى التي خاضوا في مزايداتها بين عصمة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدالة الصحابة :
آية الحجاب في حقّ نساء النبيّ (ص)
وهو قوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّٰ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلىٰ طَعٰامٍ غَيْرَ نٰاظِرِينَ إِنٰاهُ وَلٰكِنْ إِذٰا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذٰا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاٰ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذٰلِكُمْ كٰانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللّٰهُ لاٰ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذٰا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ وَلاٰ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوٰاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ عَظِيماً) (١).
وهي قصّة تشريع الحجاب ;فإنّها من الموارد التي جعلها أهل سُنّة الخلافة والجماعة من مناقب عمر ، المنقولة عن لسانه ، وأنّ استقامته فاقت عصمة النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وقد نزل الوحي بموافقته على خلاف موقف النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ...
وفي الحقيقة هذه الحادثة هي أيضاًمن الموارد الشنيعة التي تعدّ من المواقف المحسوبة على عمر ، والتي أُريد لهاتغطية حقيقة الحدث وملابساته ، ولوكنّا نحن ومارواه أهل سُنّة الجماعة ولحن الآيات الكريمة لاستكشفنا حقيقة الأمر ـ كماسيتبيّن ـ وهي : إنّ آية الحجاب واردة انتهاراً لسلوك عدّة من الصحابة البارزين!
فقد روى أبي داود الطيالسي في مسنده بسنده عن أنس بن مالك ، قال : قال عمر: وافقت ربّي عزّ وجلّ في أربع :
قلت : يارسول الله! لوصلّيت خلف المقام ، فنزلت هذه الآية : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى) (٢) ، وقلت : يارسول الله! لوضربت على نسائك الحجاب؛ فإنّه يدخل عليك البرّ والفاجر ، فأنزل الله عزّ وجلّ : (وَإِذٰا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتٰاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ) ... الحديث (٣).
__________________
(١) سورة الأحزاب ٥٣ : ٣٣.
(٢) سورة البقرة ١٢٥ : ٢.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي : ٩.