الصفحه ٢٠٣ :
وأما تقبيح صدوره
من الباري ـ تعالى ـ فمبني على فاسد أصلهم في التحسين والتقبيح ، والرد عليهم في
ذلك
الصفحه ٢١١ :
ثم إن الخصم معترف
بأن ما يفعله العبد من الطاعات واجب عليه وملجئ إليه شكرا منه لله ـ تعالى ـ على
ما
الصفحه ٢٢٢ : على حقيقته بحيث يلزم من وجود أحدهما وجود الآخر فذلك مما لا نزاع فيه.
وإنما الشأن بيان أنه لم يثبت
الصفحه ٢٣٧ :
العالم ، لكن ذلك
كله من تقديرات الأوهام وتخييلاتها ، فلا يقضى بها على العقليات والأمور اليقينيات
الصفحه ٢٤٩ : (١)
:
والذي ذهبت إليه
الفلاسفة أن الأنفس الإنسانية باقية بعد الأبدان ، ولا يلزم فواتها من فواتها ،
ولا لسبب
الصفحه ٢٦١ : بوجودهما في وقتين متتاليين ، وذلك في الأعراض الغير
الباقية محال. ومن الأصحاب من زاد على هؤلاء بحيث منع من
الصفحه ٢٧٥ : ببيان ، ومشرع يخاطبهم ويفهمهم من نوعهم ؛ وفاء بموجب عناية المبدأ الأول
بهم.
ثم يجب أن يكون
البيان
الصفحه ٢٧٦ :
النفوس الإنسانية
كلها من نوع واحد فوجب أن يستقل كل منها بدرك ما أدركته الأخرى ، ولا تتوقف على من
الصفحه ٢٧٧ :
الحالات ، فهي مما
لا تمييز فيها عن الكرامات والسحر والطلسمات ، وغير ذلك من العلوم كالسحر والتنجيم
الصفحه ٢٨٢ :
التصديق له من
الله تعالى كما إذا كانت المعجزة من خلق الله وفعله ، وداخلة تحت مشيئته وحوله
الصفحه ٢٨٣ :
ضربناه من المثال
، ومن جرد نظره إلى هذا القدر من الاستدلال ، في الشاهد أيضا ، وجد في نفسه أن
الصفحه ٢٨٥ : أبخرة ، ولا علامة دالة على نزول المطر ، فإنه إذا نزل المطر كان ذلك آية
صدقه ؛ من حيث وقوعه على وفق
الصفحه ٢٩٠ :
بوجوب الإمهال عند
الاستمهال ، ولا محيص لهم عنه ، فأما على رأي أهل الحق فلا ، وأنى يجب ذلك على من
الصفحه ٣١٣ :
الكفر ، أو ما
يوجب الاعتقاد الخبيث ، أو نوعا آخر من أنواع الخطأ ؛ إذ تناوله لكل ضلال وخطأ ـ إن
كان
الصفحه ٣١٥ : ذلك جائزا على كل واحد ، أن لو قدر منفردا ، لما تقرر من قبل.
وأقر شاهد يخصم
هذا القائل ما أشرنا إليه