وقوله : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [النور : ٣٥] فإنه يحتمل أن يكون المراد به أنه هادي أهل السموات والأرض ، ويكون إطلاق اسم النور عليه باعتبار هذا المعنى.
وقوله : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [الزمر : ٥٦] فيحتمل أن يكون المراد به أمر الله ونهيه ، فيكون تقدير ذلك : يا حسرتا على ما فرطت في امتثال أوامر الله ونواهيه ، ويحتمل أن يكون المراد به الجناب ، ومنه يقال : فلان لائذ بجنب فلان أي بجنابه وحرمه.
وأما قوله : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم : ٤٢] فيحتمل أن يكون المراد به الكشف عن ما في القيامة من الأهوال ، وما أعد للكفار من السلاسل والأغلال ، ولهذا يقال : قامت الحرب على ساق ، عند التحامها ، وتصادم أبطالها ، واشتداد أهوالها.
وقوله عليهالسلام : «فيضع الجبار قدمه في النار» ، فقد قيل : يحتمل أن يراد به بعض الأمم المستوجبين النار ، وتكون بإضافته القدم إلى الجبار ـ تعالى ـ إضافة التمليك ، وقد قيل : يحتمل أن يكون المراد به قدم بعض الجبارين المستحقين للعذاب الأليم ، بأن يكون قد ألهم الله النار الاشتراط إلى حين استقرار قدمه فيها.
وأما آية «الاستواء» فإنه يحتمل أن يكون المراد التسخير ، والوقوع في قبضة القدرة ، ولهذا تقول العرب : استوى الأمير على مملكته ، عند دخول العباد تحت طوعه في مراداته ، وتسخيرهم في مأموراته ومنهياته ، وإليه الإشارة بقول الشاعر :
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق (١) |
وتكون فائدة التخصيص بذكر العرش التنبيه بالأعلى على الأدنى فيما
__________________
(١) قيل في بشر بن مروان ، وانظر : الأسماء والصفات للبيهقي (ص ٤١٢).