ويرى البهاء المازندرانى أن جميع الأنبياء السابقين يجتمعون فيه وأنهم شخص واحد فهم حكم نفس فردة وذات واحدة" (١). فهو يرى أن النبي الأول هو ذاته النبي الأخير : " الاتحاد أمرهما ووحدة جوهرهما وما يرميان إليه ، حيث أن الجميع مرسل فردة وذات واحدة" (٢). فالأنبياء جميعا عنده شخص واحد ، ظهر بأسماء متعددة فى الأزمنة السابقة ، وهو فى زمنه ظهر فى شخصه البهاء ، فسائر الأنبياء فى رأيه هياكل أمر الله" فإذا نادى وجهر أحدهم بأنه دعوة السالف فأنى لا يغد صادقا" (٣).
وهذا كلام عجيب ، فلم يقل أحد من الأنبياء قط أنه رجعة لكل الأنبياء السابقين عليه ، والقول بالرجعة ليس من المعتقدات الإسلامية الصحيحة.
وهكذا يحاول البهائيون هدم عقيدة ختم النبوة من عقول المؤمنين ويحاول البهاء أن يجعل مرتبته وقدره أسمى وأرقى من جميع الأنبياء فيقول : " إن العلم مقسم على سبعة وعشرين حرفا ، وأن ما جاء به الأنبياء من آدم إلى الخاتم حرفين فقط ، وأوكل بيان الباقى وهو خمسة وعشرون إلى القائم ، وجعل ذلك من شئون وظيفته ، فالحظ من هذا التباين والتقرير جلالة قدر تلك الحضرة حيث يتبين منه رفعة قدره وسموه على جميع الأنبياء ، وأن أمره أرفع وأجل من مستوى إدراك وعرفان جميع الأولياء" (٤).
__________________
(١) البهاء : الإيقان ، ص ١٣٨.
(٢) شوقى أفندى ربانى حفيد البهاء : الكشف عن المدنية الإلهية ، عُرب وطبع بمعرفة لجنة الترجمة والطبع للمحفل الروحانى المكرزى للبهائيين بمصر والسودان ، الطبعة الأولى ١٩٤٧ م ، ص ١١.
(٣) البهاء : الإيقان ، ص ١٤٠.
(٤) البهاء : الإيقان ، ص ٢٢٤.