ويصفه ابن عبد البهاء عباس بأنه رب الأرباب فيقول : " تجلى رب الأرباب والمجرمون لخاسرون ، وأنشأكم النشأة الأخرى ، وأقام الطامة الكبرى" (١).
ويقول أحد البهائيين بجرأة شديدة : " قد أذعنا وأيقنا بألوهية البهاء الحى الّذي لا يزال بلا مثال" (٢). والبهاء يسأل أتباعه الاستغاثة به عند الملمات والحاجات فهو ربهم ومغيثهم وملجأهم من كل كرب وبلية ، ويقول فى الإيقان : " يا معشر الروح لعلكم فى زمن المستغاث توفقون ، ومن لقاء الله فى أيامه لا تحتجون" (٣). وكان يعلم أتباعه الأدعية التى يدعونها به فمن هذه الصيغ : " أسألك يا إله الوجود ومالك الغيب والشهود بسبحانك ومظلوميتك ، وما ورد عليك من خلقك لا تخيبنى عما عندك ، إنك أنت مالك الظهور والمستوى على العرش فى يوم النشور لا إله إلا أنت العليم الحكيم" (٤).
ويدعى البهاء أنه موعود كل الأزمنة لأنه فى رأيه إن جميع الظهورات لم تنته ويقول : " هذا هو مبلغ إدراك هؤلاء الهمج الرعاع الذين اعتقدوا بجواز انقطاع الفيض الكلى والرحمة المنبسطة الأمر الّذي لا يجوز لأى عقل أو إدراك أن يسلم بانقطاعه" (٥).
والحقيقة إن البهاء قد ادّعى النبوة والرسالة كما ادّعى الألوهية فى وقت واحد أى أنه قال بحلول الله فيه ، ويبين ذلك داعية البهائية أسلمنت
__________________
(١) عبد البهاء : مكاتيب عبد البهاء ، الترجمة العربية ، طبعة مصر ، ص ١٣٨.
(٢) على حيدر البهائى : بهجة الصدور ، ص ٣٦٧.
(٣) البهاء : الإيقان ، ص ١٣٩.
(٤) البهاء : الأقدس.
(٥) البهاء : الإيقان ، ص ١٠٨.