يقتلونه فتكون شر حجة حجها الأولون والآخرون (١).
فقال سفيان : هذا الحسين بن علي بن أبي طالب.
فقال له بعض من حضر : يا أبا محمد على رسلك ، حسين بن علي خرج من مكة محلا غير محرم متوجها إلى العراق ، وإنما قال : لم يقض تفثا من حج ولا عمرة معه.
قال : فمن تراه؟
قال : الحسين بن علي صاحب فخ.
قال : فأمسك سفيان ساعة ، ثم قال : اضربوا عليه.
ويقال : (٢) إنه سمع على مياه غطفان (٣) كلها ليلة قتل الحسين بن علي هاتف يهتف ويقول (٤) :
ألا يا لقومي للسواد المصبح |
|
ومقتل أولاد النبي ببلدح |
ليبكي حسينا كل كهل وأمرد |
|
من الجن إذ لم تبكه الأنس نوح |
وإني لجني وإن معرسي لب |
|
البرقة السوداء من دون زحزح |
فسمعها الناس لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين.
قال النوفلي : حدثني يعقوب بن إسرائيل مولى المنصور عن الطلحي ، قال : سمعت ابن السوداء يقول : تأخر قوم بايعوا الحسين بن علي صاحب فخ ، فلما فقدهم في وقت (٥)
__________________
(١) هذا الخبر يؤيده حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين .... إلخ» أخرجه صاحب المقاتل مرفوعا ص (٣٦٦ ـ ٣٦٧).
(٢) في (ب ، ج ، د) : فيقال.
(٣) أي غطفان بني سعد ، ومن مياهم : المرّان ، عثلب ، يمن ، السّد ، ظي ، ودحل. والمياه المذكورة مياه لغطفان ثم بني حجاش بن سعد بني ذبيان بالقرب من معدن بني سليم ، انظر : معجم القبائل (٣ / ٨٨٨).
(٤) انظر الأبيات في مقاتل الطالبيين ص (٣٨٥) ، الحدائق الوردية (مصورة) (١ / ١٨١) ، معجم البلدان لياقوت (١ / ٤٨١). وتيسير المطالب (١١٧).
(٥) في (ب) : في يوم المعركة.