جملة أسامي الأئمة في أول ما يريد ذكر خروجهم فلما بلغ إلى ذكر خروج يحيى بن زيد إلى خراسان حالت المنية بينه وبين إتمامه فسألني بعض الأصحاب إتمامه فأجبت إلى ملتمسهم محتسبا للأجر وأتيت بأسمائهم على حسب ما رتب هو ولم أقدم أحدهم على الآخر.
قال الحاكم رحمهالله في حقه : هو فاضل عالم يجمع بين الكلام وفقه الزيدية ، وكان السيد أبو عبد الله بن الداعي في أول أمره اختلف إليه يتلقن منه مسائل الفقه ثم خرج إلى فارس فأكرمه عماد الدولة : علي بن بويه ، ثم خرج إلى بغداد واختلف إليه السيدان أبو طالب وأبو الحسين ، وبلغ أبو العباس في فقه الزيدية مبلغا عظيما وله كتب في ذلك ، وشرح كتب الهادي كالأحكام والمنتخب وله كتاب في النصوص وغير ذلك ، انتهى كلام الحاكم.
قلت : شرحه للأحكام موجود وأما شرحه المنتخب فغير موجود ولم أعرف (النصوص) له إلا أني رأيت له كتابا في غاية الحسن مبوب على أبواب الفقه يذكر فيه الخلاف بين القاسم والهادي وبين أبي حنيفة والشافعي ويورد الحجة ، وإذا روى الحديث ساقه بإسناده وبغير [إسناده] فيه عن أبي حنيفة الكوفي.
ومن شيوخه : عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والقاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي وغيرهما ، وله تلامذة أجلاء ـ رضي الله عنه ـ واشتهر عند الناس أنه : خال السيدين ، وممن ذكر ذلك السيد المهدي في ديباجة الغايات في شرح قوله أكابر الأئمة والمشهور عند النسابين غير هذا ، قالوا أم السيدين حسينية وأبو العباس حسني وهي أم الحسن بن علي بن عبد الله الحسني الحقيني قال بعضهم : يحتمل أن يكون أخا لأمهما من أمها (١).
كما ترجم له العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد في كتابه (المستطاب) المشهور بالطبقات الصغرى بما لفظه : (السيد العلامة أحد العلماء المخرجين على مذهب الهادي :) أبو العباس الحسني قيل إنه كان أول إماميا اثني عشريا ثم رجع إلى الهدوية).
__________________
(١) مطلع البدور (١ / ٢) خ ص (٧٠) نسخة خاصة.