وعشرين ركعة ودعا واستخار الله ، ثم أقبل نحو الوليد حتى انتهى إلى الباب ، فأذن له ، فدخل فسلم فرد الوليد عليه ، وقال : هذا كتاب أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
فنظر فيه الحسين ، وقال : ننظر فانظرني.
قال : انصرف حتى تأتينا مع الناس.
فقال مروان وهو عنده : والله لئن فارقك ولم يبايع الآن لم تقدر عليه أبدا ، فاحبسه (١) حتى يبايع أو تضرب عنقه.
فقال الحسين : يا بن الزرقاء ، هذا يقتلني وأنت معه (٢).
قال الوليد : ويحك يا مروان ، ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بقتل الحسين بن علي ، وصرفهما وأنّبه مروان فندم على صرفهما ، وأرسل إليهما ، فأما ابن الزبير فبعث بأخيه جعفر (٣) حتى ليّن الوليد على إتيانه ، فلما جنه الليل هرب مع أخويه مصعب والمنذر (٤).
__________________
(١) في (أ) : أحبسه.
(٢) في ابن الأثير : يا بن الزرقاء أأنت تقتلني أم هو ، كذبت والله ولؤمت ، تاريخ ابن الأثير (٣ / ٢٦٤) ، حياة الحسين (٢ / ٢٥٥).
(٣) هو جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، كان أصغر ولد الزبير ، وأمه تسمى زينب من بني قيس بن ثعلبة ، روى عن الزبير ، وعنه أولاده : شعيب ، ومحمد وأم عروة ، وهشام بن أبي ذئب ، هشام بن عروة ، وأم جعفر ، وكان شاعرا مجيدا ، وكان مع عبد الله ـ أخيه ـ في حروبه ، وعاش بعده زمانا ، انظر : الجرح والتعديل (٢ / ٤٧٨) ، تهذيب التهذيب (٢ / ٩٢ ت ٩٩٤).
(٤) هو المنذر بن الزبير ولد زمن عمر ، وكان ممن غزى القسطنطينية مع يزيد ، قتل أيام أن حاصر الشاميون ابن الزبير سنة أربع وستين ، قيل : عاش أربعين سنة ، انظر : سير أعلام النبلاء (٣ / ٣٨١) ، طبقات ابن سعد (٥ / ١٨٢) ، نسب قريش (٢٤٤ ، ٢٤٥) ، المحبر (٧٠ ، ١٠٠ ، ٤٤٨) ، جمهرة أنساب العرب (١٢٣) ، تاريخ الإسلام (٣ / ٨٦) ، البداية والنهاية (٨ / ٢٤٦) ، العقد الثمين (٧ / ٢٨٠). أما مصعب : فهو مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، أمير العراقين ، أبو عيسى ، وأبو عبد الله ، لا رواية له ، حارب المختار وقتله ، وكان سفاكا للدماء ، سار لحربه عبد الملك بن مروان ، وأمه هي : الرباب بنت أنيف الكلبية ، قتل منتصف جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين ، وله أربعون سنة ، انظر : طبقات ابن سعد (٥ / ١٨٢) ، طبقات خليفة (ت ٢٠٦٧) تاريخ البخاري (٧ / ٣٥٠) ، الأخبار الموفقيات (٥٢٥) وما بعدها ، المعارف (٢٢٤) ، الأغاني (١٩ / ١٢٢) ، (ط) طار الكتب المصرية ، تاريخ بغداد (١٣ / ١٠٥) ، تاريخ الإسلام (٣ / ٢٠٨) ، سير أعلام النبلاء (٤ / ١٤٣) ، تحقيق د. حسان عباس ، البداية والنهاية (٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨) ، تاريخ الطبري حوادث سنة (٧١ ه) وما قبلها) ، ومثله الكامل لابن الأثير ، وكذا البداية والنهاية.