فقال : «يا علي انطلق إلى بني عبد المطلب ، وعبد شمس ، وتميم ،
ومخزوم ، وعدي ، وكعب ، ولؤي ، فاجمعهم إلى نبي الرحمة ، فإني أريد أن أكلمهم
وأبلغهم رسالة ربي ، وأقيم فيهم وزيري وناصري لا يتقدمه ولا يتأخر عنه إلّا ظالم».
وأمر صلىاللهعليهوآلهوسلم بذبح شاة ، فانطلقت وجمعتهم إليه ، وهم ستون رجلا يزيدون
أو ينقصون رجلا ، فطعموا وشبعوا بإذن الله وفضل من الطعام أكثره ، ثم قال : «يا
أيها الملأ من قريش أتيتكم بعز الأبد وملك الدنيا والآخرة ، فأيكم يوازرني
ويبايعني على أمري؟» فلم يجيبوه ، فقلت وأنا أحدث القوم سنا : أنا يا رسول
الله.
قال : «اللهم اشهد
أني وازرته وخاللته ، فهو وزيري وخليلى وأميني ووصيي والقائم بعدي» ، فقاموا
يقولون لأبي طالب : قد ولى عليك ابنك واتخذه خليلا دونك ، وأقبل أبو جهل فقال : أتزعم
أنك نبي وأن ربك يخبرك بما نفعله ، فهل تخبرني بشيء فعلته لم يطلع عليه بشر؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أخبرك بما فعلت ولم يكن معك أحد؟ الذهب الذي دفنته في بيتك في
موضع كذا ، ونكاحك سودة».
قال : ما دفنت
ذهبا ولا نكحت سودة.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأدعو «الله» أن يذهب بمالك الذي دفنت». فضاق بأبي جهل ، وقال : «قد» علمنا أن معك من الجن من يخبرك ، أما أنا فلا أقر أبدا أنك
نبي.
قال : والله
لأقتلنك ، ولأقتلن عتبة والوليد ، ولأقتلن أشرافكم ، ولأوطئن بلادكم الخيل ،
ولآخذن مكة عنوة.
__________________