الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨))
شرح الكلمات :
(قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) : أي اجعلوا لها وقاية بطاعة الله والرسول صلىاللهعليهوسلم.
(ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) : أي توقد بالكفار والأصنام التي تعبد من دون الله ، لا بالحطب ونحوه.
(لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) : أي لأنه لا ينفعكم اعتذار ، يقال لهم هذا عند دخولهم النار.
(تَوْبَةً نَصُوحاً) : أي توبة صادقة بأن لا يعاد الى الذنب ولا يراد العود إليه.
(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) : أي بإدخالهم النار.
(يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) : أي أمامهم ومن كل جهاتهم على قدر أعمالهم.
(رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) : أي إلى الجنة ، لأن المنافقين ينطفيء نورهم.
معنى الآيات :
قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ (١) وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) هذا نداء الله إلى عباده المؤمنين يعظهم وينصح لهم فيه أن يقوا أنفسهم وأهليهم (٢) من زوجة وولد ، نارا عظيمة ، وقودها
__________________
(١) قال علي رضي الله عنه ومجاهد وقتادة : قوا أنفسكم بأفعالكم ، وقوا أهليكم بوصيتكم. قال ابن العربي هذا هو الصحيح لما يعطيه العطف الذي يقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه في معنى الفعل كقول الشاعر :
علفتها تبنا وماء باردا ، |
|
أي وسقيتها ماء باردا. |
(٢) إن الوقاية لا تتم إلا بالإيمان وصالح الأعمال بعد اجتناب الشرك والمعاصي ، وهذا يتطلب العلم بذلك وتوطين النفس على العمل بما يعلم من ذلك فعلا لما يفعل وتركا لما يترك فليأخذ العبد نفسه وأهله بهذا نصحا له ولهم حتى يقي نفسه ويقي أهله.