العين بحب الله ورسوله ، وما وعدها الرحمن (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ) أي إلى جواره في دار كرامته حال كونك (راضِيَةً) ثواب الله لك مرضيا عنك من قبل مولاك (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) أي في جملة عبادي الصالحين (وَادْخُلِي (١) جَنَّتِي) فيقال لها هذا عند ما يرسل الله الأرواح إلى الأجساد يوم المعاد ، فإذا دخلت تلقتها الملائكة بالسلام وتساق إلى ساحة العرض وتعطى كتابها بيمينها وثم يقال لها ادخلي في عبادي أي في جملتهم وادخلي جنتي بعد مرورها على الصراط اللهم اجعل نفسي مثل تلك النفس (٢) المطمئنة بالإيمان وذكر الله ووعد الرحمن وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير المعاد بعرض شبه تفصيلي ليوم القيامة.
٢ ـ بيان اشتداد حسرة المفرطين اليوم في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله يوم القيامة.
٣ ـ بشرى النفس المطمئنة بالإيمان وذكر الله ووعده ووعيده ، عند الموت وعند القيام من القبر وعند تطاير الصحف.
سورة البلد
مكية وآياتها عشرون آية
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤))
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ
__________________
(١) إن كان هذا القول وهو بشرى عظيمة للمؤمن يقال عند الموت فمعنى ارجعي إلى ربك هو على ظاهره أي ارجعي إلى جوار ربك وكرامته وحسن ثوابه كما في التفسير. وإن كان هذا يقال يوم القيامة فمعنى إلى ربك إلى صاحبك أي إلى الجسد الذي كانت فيه ، وذلك بعد خلق الله تعالى الأجساد وجائز أن يراد المعنيان فيقال هذا عند الموت. ويقال لها ذلك يوم القيامة وهذا من بلاغة القرآن وإعجازه فاللفظ واحد وهو صالح لموقفين مختلفين وسبحان الله العظيم.
(٢) أورد ابن كثير عند تفسير هذه الآية الدعاء الآتي اللهم إني أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك.