فصل
إذا عرفت هذا العز والشرف والكمال والجمال والجلال ، بعد أن عرفت جوهر القلب أنه جوهر عزيز قد وهب لك وبعد ذلك خفي عنك ، فإن لم تطلبه وغفلت عنه وضيعته كان ذلك حسرة عظيمة عليك يوم القيامة ؛ فاجتهد في طلبه ، واترك أشغال الدنيا كلها! وكل شرف لم يظهر في الدنيا فهو في الآخرة فرح بلا غمّ ، وبقاء بلا فناء ، وقدرة بلا عجز ، ومعرفة بلا جهل ، وجمال وجلال عظيمان ؛ وأما اليوم فليس شيء أعجز منه لأنه مسكين ناقص ؛ وإنما الشرف غدا إذا طرح من هذه الكيمياء على جوهر قلبه حتى يخلص منه شبه البهائم ، ويبلغ درجة الملائكة ، فإن رجع إلى شهوات الدنيا فضلت عليه البهائم يوم القيامة لأنها تصير إلى التراب ، ويبقى هو في العذاب. نعوذ بالله من ذلك ، ونستجير به ، وهو نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.