بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أما بعد ، حمد اللّه الذي هو فاتحة كل باب ، وخاتمة كل خطاب ، والصلاة على رسوله التي هي جالبة كل ثواب ، ودافعة كل عقاب ، وعلى آله الذين ينقشع (١٢٠٤) بنجومهم ظلام كل سحاب ، وينكشف بعلومهم غمام كل حجاب وينمحي بصفوهم كدر كل ارتياب ، ويستد (١٢٠٥) بيمنهم خلل كل اضطراب فقد ذكرنا في كتابنا هذا من المراسم النبوية والمعالم الإلهية ما يكون موزعا لأهل الوفاق ، وازعا (١٢٠٦) لأهل الشقاق ، ونبهنا على جواهره وأعراضه ، وصرحنا للأولياء بمكنون اغراضه ، وقرعنا صفاة (١٠٢٧) الضلال ، وقدعنا (١٠٢٨) طغاة الضلال ، مسفرا عن نهار العلم الوضيء ، مستقرا على سنن النعت المرضى ، مستعذبا عند ملال الأسماع ، مستقربا عند بعد الانتجاع فهو للحاجة سداد ، وللتبصرة زناد.
__________________
(١٢٠٤) قشع : الريح السحاب كشفته.
(١٢٠٥) يستد : يقيم ، يحسن.
(١٢٠٦) الوازع : الكاف والمانع.
(١٢٠٧) الصفاة : بالفتح ، الحجم الصلد الضخم.
(١٠٢٨) قدع : فرصة باللجام كبحه ، كفه ، جاذبه.