اعظم من ذنب اصبتيه اليوم ، أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجهدة ، ما طعمت طعاما يومين ، فنظرت الى السماء وقالت : إلهي يعلم في سمائه ويعلم في ارضه إني لم اقل إلا حقا ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله قط؟ ولم اشم مثل رائحته ولم آكل اطيب منه ، فوضع النبي (ص) كفه المباركة بين كتفي علي عليهالسلام ثم هزها ، وقال يا علي هذا ثواب لدينارك ، هذا جزاء بدينارك ، هذا من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
ثم استعبر النبي صلىاللهعليهوآله باكيا ، فقال : الحمد لله الذي هو بدأ كما ، لن يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي اجرى زكريا ، ويجريك يا فاطمة بالمنال الذي جرت فيه مريم (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) (١٠٣٤).
هكذا اخرجه الحافظ ابو القاسم ابن عساكر في الاربعين الطوال وابن شاهين في مناقبها ، وليس ببدع هذا في حقها (١٠٣٥).
فان قلت : لم اختصت فاطمة عليهاالسلام من بين سائر بنات رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قلت : لأنها أمّ الحسن والحسين «ع» ، وذرية النبي (ص) منها ، ولأنها بشرت بالجنة وعدت من سيدات النساء ، وكنيت بأم أبيها ، ولأنها عاشت بعده (ص) فعظم أجرها بصبرها على فقده ، وهذه الفضائل لم تحصل لبقية بناته (ص).
اخبرنا الشيخ ابو محمد ابراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي المقري ، المعروف بابن الخير قراءة عليه وأنا اسمع ببغداد ، اخبرتنا خديجة بنت النهرواني ، قالت : اخبرنا ابو عبد الله الحسين بن طلحة النعالي ، قال : اخبرنا
__________________
(١٠٣٤) سورة آل عمران ٣٧.
(١٠٣٥) الحديث بتمامه في ذخائر العقبى ٤٥ ، فضائل الخمسة ٢ : ١٢٤ ، المناقب لابن شهر اشوب ٣ : ٣٦٠.