أصحابه أن لا يفعل
وقالوا ـ : إن المدينة والحجاز تسرع إليهما الجيوش.
فلما مات المأمون
وتولّى أخوه المعتصم شدّد في طلبه وأنفذ عساكر عظيمة في تتبع أثره لا شغل لهم إلّا
طيافة الأقاليم لرصده عليهالسلام فأحوج إلى الانفراد عن أصحابه وانتقص أمر ظهوره. ذكره
السيد أبو طالب عليهالسلام.
وانتقل آخر أيامه
إلى الرس وهي أرض اشتراها وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة وبني هناك لنفسه
ولولده وتوفي بها ، وقد حصل له ثواب المجاهدين السابقين.
سنة : ست وأربعين
ومائتين (٢٤٦ ه) في أيام المتوكل.
«وفي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن
القاسم الرسي عليهمالسلام
: عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: أنه أشار بيده إلى اليمن وقال : «سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة يحيى يحيي الله
به الدين».
«ونحوه» عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال «يخرج في هذا الفجّ وأشار بيده إلى اليمن : رجل من
ولدي اسمه يحيى الهادي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحيي الله به الدين ويميت به
الباطل».
وعن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام :
«تكون فتن بين
المائتين فيخرج من عترتي رجل اسمه اسم نبيء يميز بين الحق والباطل ويؤلف الله قلوب
المؤمنين على يديه».
وعن الصادق عليهالسلام : «أول ما يأتيكم الفرج من اليمن».
ونحو ذلك.
وخرج الهادي عليهالسلام إلى اليمن مرتين وكانت جهات اليمن قد انطمس الإسلام فيها
فلم يزل عليهالسلام مجتهدا في إحياء دين الله وطمس معالم الكفر والفسوق حتى
انتشر الإسلام وظهر الحق وعلا نوره.
وكان بينه عليهالسلام وبين سلاطين اليمن أوّلا وبينه وبين القرامطة
__________________