قال : وهو ـ أي
القول بالتحريف ـ مذهب الكليني ، على ما نسبه إليه جماعة ، لنقله الأخبار الكثيرة
الصريحة (!) في هذا المعنى ، في كتاب الحجّة خصوصا في باب النكت والنتف من التنزيل
، وفي الروضة. من غير تعرّض لردّها أو تأويلها ، كما استظهر شارح الوافية من الباب
الذي عقده لبيان أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا الأئمّة عليهمالسلام ، فإنّ الظاهر من طريقته أنّه إنّما يعقد الباب لما
يرتضيه.
قلت : غالبيّة
الروايات التي أشار إليها ، إنّما أوردها الكليني إيرادا من غير التزام بصحّتها.
وقد صرّح العلّامة المجلسي ـ في الشرح ـ بضعف أسنادها في الأكثر. هذا فضلا عن عدم
دلالتها على التحريف ولا إشارة إليه. بل لها معان غيره ، سنذكره بتفصيل عند
التعرّض لآحاد الروايات.
ولنذكر هنا أهمّ
ما تمسّكوا به في هذا الشأن ونجعله مثلا باقيا في سائر الموارد. ونتبيّن كيف غرّ
هؤلاء المساكين ظواهر العبائر من غير أن يتدبّروا في حقيقة الأمر. وإليك شاهدا من
تلك الشواهد :
ليس في الكافي ما
يريب
عقد الكليني في
كتاب الحجّة من اصول الكافي بابا أسماه : «باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا
الأئمّة عليهمالسلام وأنّهم يعلمون علمه كلّه».
هذا عنوان الباب ،
ومقصوده من جمع القرآن كلّه هو ما ذكره في العبارة التالية له التي هي عطف تفسيري
: أي العلم بجميع القرآن ظاهره وباطنه.
والدليل على ذلك
هي نفس الروايات التي ذكرها تحت هذا العنوان ، وهي ست روايات ، كانت الثانية حتى
الخامسة ضعيفة الإسناد ، والاولى مختلف فيها ، والأخيرة حسنة كالصحيحة. صرّح بذلك
المجلسي في الشرح.
__________________