قال الإمام الباقر عليهالسلام : «هذه الكلمة سبّ بالعبرانية ، إليه كانوا يذهبون».
قال الحسين بن علي المغربي : (١) فبحثت عن ذلك فوجدتهم يقولون : راع على وزن قال ـ فعلا ماضيا ـ بمعنى الشرّ والفساد.
قال الحجّة البلاغي : وقد تتبّعت العهد القديم العبراني (وكان رحمهالله يعرف العبرية) فوجدت أنّ كلمة «راع» ـ بفتحة مشالة إلى الألف (راعا) تقريبا ـ وتسمّى عندهم قامص ، تكون بمعنى الشرّ أو القبيح (٢) وبمعنى الشرّير واحد الأشرار (٣) وكما في ترجمة الأناجيل بالعبرانية.
و«نا» ضمير المتكلّم ، وفي العبرانية تبدّل ألفها واوا أو تمال إلى الواو ، فتكون «راعنا» ـ ممالة إلى الواو ـ بمعنى شرّيرنا ونحو ذلك. (٤)
وقال الاستاذ عبده : ومن تحريف اللسان وليّه في خطابهم للنبي صلىاللهعليهوآله قولهم في التحية «السام عليكم» ـ وهو بمعنى الموت ـ يوهمون بذلك أي بفتل اللسان وجمجمته أنّهم يقولون : «السلام عليكم». وقد ثبت ذلك في الصحيح. وأنّه صلىاللهعليهوآله بعد علمه بذلك كان يجيبهم بقوله «وعليكم» أي كلّ أحد يموت. (٥)
تحريف في عقيدة التثليث
جاء في رسالة يوحنّا الاولى (أصحاح ٥ ، عدد ٦ ـ ١٠) : «هذا هو الذي أتى بماء ودم ، يسوع المسيح. لا بالماء فقط بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد ، لأنّ الروح هو
__________________
(١) ـ هو الوزير الموفّق أبو القاسم المغربي من شيوخ النجاشي. كان أديبا شاعرا فاضلا مترسّلا كثير الفنون ، حافظا وكبيرا من العلماء ، عالما بالحساب والجبر والهندسة. قال ابن أبي الحديد : وكان غاليا في تعصّبه لقحطان مع تشيّعه!
توفّي في النصف من رمضان سنة ٤١٨ ه ب «ميافارقين» ، وكان أوصى بدفن جثمانه في جوار الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فانتقل إليه. كما أوصى أن يكتب على قبره هذان البيتان :
كنت في سوء الغواية والجهل |
|
مقيما فحان منّي قدوم |
تبت من كلّ مأثم فعسى |
|
يمحى بهذا الحديث ذاك القديم |
(٢) ـ كما جاء في الفصل الثاني والثالث من السفر الأوّل من العهد القديم.
(٣) ـ كما جاء في الفصل الأوّل من السفر الخامس. وفي ٦٤ و ٧٨ من المزامير.
(٤) ـ آلاء الرحمان ، ج ١ ، ص ١١٣ ـ ١١٤.
(٥) ـ تفسير المنار ، ج ٥ ، ص ١٤٢.