أمّا الجعفي فقال
عنه النجاشي : روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا. وكان في نفسه مختلطا. وقلّ ما يورد
عنه شيء في الحلال والحرام ، له كتب منها التفسير وكانت نسخة جمع فيها ما زعمه حديثا عن الإمام أبي جعفر
الباقر عليهالسلام وليس تفسيرا شاملا. وعلى أيّ تقدير فهي كسائر النسخ
القديمة البائدة ، وقد أكل عليها الزمان وشرب ، ولا يصحّ أن يجعل موضع دراسة اليوم
، ولا سيّما مع هذا الوصف الذي وصفه النجاشي بشأنه!
وأمّا تفسير
البجختي ، فلا يعدو تقليدا لما ذكر المستشرق الآنف بلا رويّة.
وقد عرفت قيمة
التفسير المنسوب إلى القمي.
أمّا تفسير أبي
جعفر الطوسي ، وهو تفسير «التبيان» ، وطبع في عشر مجلّدات ، فهو تفسير حافل وشامل
، ويعدّ من جلائل الكتب التفسيرية ، وهو الأصل لبنية التفسير الشهير «مجمع البيان»
للطبرسي العظيم.
وهذان التفسيران (التبيان
ومجمع البيان) يعدّان من أحسن كتب التفسير الجوامع ، ولم يغلب عليهما أيّ نزعة
سياسية أو غيرها من نزعات هي بعيدة عن روح الإسلام.
توجيه كلام بما لا
يرضى صاحبه
تلك كانت مواقف
علمائنا الأعلام المشرّفة بشأن الدفاع عن قدسيّة القرآن الكريم ، وكانت مواقف
حاسمة وكلمات صريحة في رفض احتمال التحريف.
غير أنّ جماعة من
أصحاب السلائق المعوجّة ـ حيث لم يرقهم ذلك الدفاع النزيه ـ حاولوا توجيه كلماتهم
إلى غير وجهها في تأويلات بعيدة.
فقد حاول الشيخ
النوري تأويل صمود أقطاب الإماميّة في قولهم بعدم التحريف إلى أنّها مماشاة مع
الخصوم في ظاهر الأمر ، أمّا العقيدة فعلى خلاف ظاهر المقال!!
قال : إنّ لكلام
هؤلاء الأجلّاء تأويلا غير ظاهر كلامهم ، فإنّه صادر مجاراة مع المخالفين أو سدّا
لباب الطعن في الدين!
__________________