لأهل الزيغ
والباطل التناوش من هذا الكتاب العزيز الحميد؟!
هكذا استدلّ
الشريف المرتضى علم الهدى ، والشيخ الكبير كاشف الغطاء.
قال السيد ـ فيما
يأتي من كلامه ـ : «إنّ العلم بصحّة
نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة
، وأشعار العرب المسطورة. فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته ،
وبلغت (أي صحّة نقل القرآن) إلى حدّ لم يبلغه (غيره) فيما ذكرناه ، لأنّ القرآن
معجزة النبوّة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا
في حفظه وحمايته الغاية ، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه
وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيّرا ومنقوصا ، مع العناية الصادقة والضبط الشديد ...
قال : والعلم
بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحّة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة
من الكتب المصنّفة ، ككتاب سيبويه والمزني ، فإنّ أهل العناية بهذا الشأن يعلمون
من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما ، حتّى لو أنّ مدخلا أدخل في كتاب سيبويه بابا
في النحو ليس من الكتاب لعرف وميّز ، وعلم أنّه ملحق وليس من أصل الكتاب. وكذلك
القول في كتاب المزني ...
قال : ومعلوم أنّ
العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء ...
وقال شيخ الفقهاء
كاشف الغطاء : وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها ،
ولا سيّما ما فيه من نقص ثلث القرآن أو كثير منه. فإنّه لو كان ذلك لتواتر نقله ،
لتوفّر الدواعي عليه ، ولاتّخذه غير أهل الإسلام من أعظم المطاعن على الإسلام
وأهله ...
ثمّ قال : كيف
يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه ، وخصوصا ما ورد أنّه صرّح
فيه بأسماء كثير من المنافقين؟! وكيف يمكن ذلك وكان من
__________________