العابدين. وأمّا مسموعا ، فهو وارث علوم الأوّلين والآخرين. وأمّا دوموه ، فهو الناطق عن الله الصادق. وأمّا مشيو ، فهو خير المسجونين. وأمّا هذار ، فهو النازح عن الأوطان ، وأمّا يثمو ، فهو قصير العمر طويل الأثر ، وأمّا بطور ، فهو رابع اسمه. وأمّا نوقس ، فهو سميّ عمه. وأمّا قيذمو ، فهو المفقود القائم بأمر الله. (١)
* * *
وهكذا درج أهل الحشو والأخباريون على سرد المهازل ونشر الأباطيل ، على حساب أحبار اليهود الذين هم أبطال هذه المعركة. وقد سخروا من عقول هؤلاء البسطاء فجعلوا يتلون عليهم الأكاذيب في خبث ولؤم قديم.
إن هذا إلّا أساطير إسرائيلية وأقاصيص مفتعلة ، وضعتها نفوس خبيثة ، لعبا بمقدّرات المسلمين ، ومهزلة لعقول السفهاء. قال تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ). (٢)
نعم ، كان ولا يزال اليهود يعادون الإسلام ، ويحاولون الزعزعة بكيان المسلمين! ولكن ما لهؤلاء الضعفاء يعيرون مسامعهم لسفاسف اولئك الخبثاء ويسترسلون قيادتهم تجاه دسائس إخوان الشياطين اللعناء. قال تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً). (٣)
ومن ثمّ نعود فنقول لأمثال المحدّث النوري : لا تعتمدوا على نشر أباطيل دعما لاكذوبة اختلقتموها أنتم وسلفكم من ذي قبل (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً). (٤) ولا تجعلوا القرآن عرضة لسهام أعدائه الألدّاء ، عصمنا الله من مزالّ الأقدام.
* * *
__________________
(١) ـ المصدر ، ص ١٩١ ـ ١٩٢ ، وراجع : الغيبة للنعمائي ، ص ١٠٨.
(٢) ـ المائدة ٥ : ٨٢.
(٣) ـ الأنعام ٦ : ١١٢.
(٤) ـ النحل ١٦ : ٩٢.