صحيحه (١) : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص ، حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي (ح) (٢) وحدثنا محمد بن مهران الرازي(٣) ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان ، قال : ذكر رسول اللهصلىاللهعليهوسلم الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك في وجوهنا ، فقال : «ما شأنكم؟» قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ، ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل ، قال : «غير الدجال أخوفني (٤) عليكم. إن يخرج وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قطط (٥) ، عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه خارج من خلة بين الشام والعراق ، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا» قلنا : يا رسول الله فما لبثه في الأرض؟ قال : «أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم» قلنا : يا رسول الله ، وما إسراعه في الأرض؟ قال : «كالغيث استدبرته الريح فيأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم (٦) أطول ما كانت ذرى ، وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعوا رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض (٧) ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليهالسلام ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين (٨) ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان اللؤلؤ ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب اللد ،
__________________
(١) صحيح مسلم (فتن وأشراط الساعة حديث ١١٠)
(٢) انتقال إلى إسناد آخر.
(٣) أضاف مسلم هنا : «واللفظ له».
(٤) أضاف أفعل التفضيل : «أخوف» إلى ياء المتكلم مقرونة بنون الوقاية. وهذا الاستعمال صحيح ولكنه متروك.
(٥) قطط : شديد جعودة الشعر.
(٦) سارحتهم : ماشيتهم التي تسرح.
(٧) جزلتين : قطعتين. ورمية الغرض : أن يجعل بين القطعتين مقدار رمية.
(٨) أي لابسا مهرودتين. وهما ثوبان مصبوغان بورس ثم بزعفران.