منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ، ثم سألوك أن جعل ما تخوفهم به من العذاب ، فوا الله ، لا أومن بك أبدا حتى تتخذ الى السماء سلّما ثم ترقى فيه ، وأنا أنظر حتى تأتيها ، وتأتي معك بنسخة منشورة ، ومعك أربعة من الملائكة ، فيشهدون لك أنّك كما تقول. فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم حزينا ، فأنزل عليه ما قال له عبد الله بن أبي أمّية : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) إلى قوله : (بَشَراً رَسُولاً).
وأخرج سعيد بن منصور في «سننه» عن سعيد بن جبير في قوله : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) قال : نزلت في أخي أمّ سلمة عبد الله بن أبي أميّة. مرسل صحيح شاهد لما قبله يجبر المبهم في إسناده».
الآية : ١١٠. قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)
أخرج ابن مردويه ، وغيره عن ابن عباس : قال رسول صلىاللهعليهوسلم بمكة ذات يوم : «فدعا ، فقال في دعائه : يا الله ، يا رحمن ، فقال المشركون : أنظروا إلى هذا الصابئ ينهانا أن ندعو إليهنّ ، فأنزل الله : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)
الآية : ١١٠. قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)
أخرج البخاري ، وغيره ، عن ابن عباس في قوله : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) قال : «نزلت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مختف بمكة ، وكان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فكان المشركون إذا سمعوا القرآن سبّوه ، ومن أنزله ، ومن جاء به ، فنزلت».
وأخرج البخاري عن عائشة (رضي الله عنها): «نزلت هذه الآية في التشهد ، كان الأعرابي يجهر ، فيقول : التحيات لله ، والصلوات ، والطيبات يرفع بها صوته ، فنزلت هذه الآية».