الفصل الثاني
تعدد السبب مع وحدة النزول
ويعني أن يكون هناك أسباب متعددة لنزول آية واحدة ، ولا إشكال في ذلك ، فالآية القرآنية الواحدة قد يكون لنزولها أكثر من سبب ، وبالتالي يكون الأمر هنا بوقوع أكثر من سبب لنزول آية واحدة. قال الحافظ بن حجر : «لا مانع من تعدد الأسباب».
أمثلة : ١ ـ ما أخرجه الشيخان ، وغيرهما أن الأشعث قال : «كان بيني وبين رجل من اليهود أرض ، فجحدني ، فقدمته إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : ألك بينة؟ قلت : لا. فقال اليهودي : أحلف ، فقلت : يا رسول الله ، إذا يحلف ، فيذهب مالي ، فأنزل الله :
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران : ٧٧)
وأخرج البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى : «أن رجلا أقام سلعة له في السوق ، فحلف بالله ، لقد أعطي بها ما لم يعطه ، ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) (آل عمران : ٧٧)
قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري : «لا منافاة بين الحديثين ، بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معا».
وأخرج بن جرير عن عكرمة : «أن الآية نزلت في حييّ بن